يبحث التيار الليبرالي في ليبيا بقيادة محمود جبريل عن تحالفات مع الأحزاب الصغيرة و يريد استمالة المستقلين من أجل تشكيل اغلبية برلمانية لقيادة ليبيا الجديدة التي انتقلت من «الجماهيرية» الى الجمهورية. أظهرت النتائج التي أعلنت الليلة قبل الماضية في ليبيا فوز الليبراليين على الاسلاميين في اول انتخابات تجري في البلاد منذ الاطاحة بنظام القذافي لكن دون ان يتضح بعد ما اذا كانوا ضمنوا بذلك الاكثرية في الجمعية التأسيسية المقبلة.
ونال تحالف القوى الوطنية بقيادة رئيس الوزراء السابق في المجلس الوطني الانتقالي الحاكم محمود جبريل، 39 مقعدا من اصل 80 في الجمعية التأسيسية وهي الاولى التي تم انتخابها بعد اكثر من اربعة عقود من الحكم المنفرد.
وحصل حزب العدالة والبناء المنبثق عن الاخوان المسلمين على 17 مقعدا فقط. اما باقي المقاعد فتقاسمتها مجموعة من الاحزاب الصغيرة، بحسب النتائج الاولية الكاملة التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات.
الا ان هذه الارقام لا تعطي صورة دقيقة عمن سيحظى بالغالبية في الجمعية التأسيسية حيث غالبية المقاعد اي 120 من اصل 200 سيتم ملؤها عبر الانتخاب الفردي.. ويسعى الحزبان الاساسيان الى استمالة المرشحين المستقلين والاحزاب الصغيرة في محاولة لتشكيل تكتل مهيمن داخل الجمعية التأسيسية حيث معظم القرارات والتشريعات بحاجة الى غالبية الثلثين لتمريرها.
واذا تمكن الليبراليون من السيطرة في الجمعية فان ليبيا ستخرج بذلك عن النمط الساري الذي ارسي في تونس ومصر المجاورتين حيث فاز الاسلاميون في الانتخابات التي تلت ثورتي الربيع العربي ولو أن ليبيا ضمنت في كل الحالات انتقالها الى نظام جمهوري حقيقي بدل «جماهيرية» القذافي السابقة.
ويضم تحالف الليبراليين قرابة ستين حزبا وشخصيات مستقلة بزعامة تكنوقراط من الاسلاميين المعتدلين الذين عاشوا في الخارج ويدعون الى تحرير السوق والانفتاح على الغرب.
ودعا جبريل الذي لعب دورا كبيرا في كسب التأييد الدولي خلال ثورة العام 2011 التي اطاحت بنظام القذافي، جميع الاحزاب الى حوار وطني من اجل تشكيل تحالف أكبر.
في المقابل، أعرب زعيم حزب العدالة والبناء محمد صوان عن ثقته بان عددا كبيرا من الاعضاء المستقلين في الجمعية التأسيسية سينضمون الى الاسلاميين. وحصلت 30 امرأة على الاقل على مقاعد في الجمعية بفضل النظام المتبع والذي يفرض على الاحزاب ان تشتمل قوائمها على مرشحين من الرجال والنساء. وفازت امرأة واحدة من المرشحين المستقلين بمقعد في الجمعية.
وفي الاجمال، بات النساء يشكلن 16,5% من اعضاء الجمعية التأسيسية. وتأتي النتائج بعد عشرة ايام على اجراء الانتخابات التي اشادت بها الاسرة الدولية. وتم الاعلان عن النتائج خلال مراسم ضخمة حضرها الليلة قبل الماضية مسؤولون ليبيون من بينهم مصطفى عبد الجليل زعيم المجلس الانتقالي الوطني، ورئيس الوزراء بالوكالة عبد الرحيم الكيب، بالاضافة الى دبلوماسيين أجانب. ويتعين على الجمعية التأسيسية في ليبيا تشكيل حكومة انتقالية جديدة والاشراف على مرحلة انتقالية تستمر عاما، حتى موعد انتخابات جديدة على اساس دستور جديد.
وأعلنت المفوضية الانتخابية ان نسبة المشاركة بلغت 62% من الناخبين المسجلة اسماؤهم. وأمام المرشحين مهلة اسبوعين لمراجعة النتائج والاعتراض عليها في حال الضرورة.