على ضوء «القميرة» وسحر النسيم العليل... أنيرت أضواء المسرح الأثري بقرطاج في ليلة من الزمن الجميل كان فيها للطرب سلطان لتعلن عن افتتاح الدورة 48 من مهرجان قرطاج الدولي. «استفتاح» وهو عنوان عرض الافتتاح انطلق على الساعة 21 و15 دقيقة وانتهى في حدود منتصف الليل و35 دقيقة. حضره قرابة ال7 آلاف متفرج ومجموعة من الوجوه السياسية من أعضاء الحكومة ومن بينهم وزير الثقافة المهدي مبروك ومصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي وسهام بادي وزيرة المرأة ومحرزية العبيدي عضو المجلس التأسيسي وبعض الوجوه السياسية الأخرى.
حضر الأمن وغاب التنظيم
الأمن كان حاضرا بكثافة وهو ما طمأن الجمهور الحاضر في عرض الافتتاح وفي المقابل غاب التنظيم وعمّت الفوضى ولولا نوعية الأغاني المبرمجة في تلك الليلة لخلنا أنفسنا في حفل بأحد الفضاءات الخاصة إن لم نقل في ملهى ليلي.
غاب التناسق والانسجام بين المطربين المتداولين على الركح وغاب على منظم الحفل أن يمد الجمهور ببرنامج السهرة لمعرفة أسماء الفنانين الذين صعدوا الواحد تلو الآخر دون أن يُعرّفوا بأنفسهم حتى أن الجمهور بقي يتساءل من هذا؟! ومن تلك؟!
ديكور باهت
الديكور كان باهتا، لا يليق بحفل افتتاح مهرجان قرطاج في دورته ال48 خاصة وأنه قد احتجب لسنة ولولا جمالية المكان وتاريخيته وخضرة أشجاره وعراقة أحجاره لغابت الجمالية والجاذبية.
العرض صاحبته شاشة لابراز صور الفنانين المكرمين في تلك الليلة وبعد جهد بذله التقنيون لتمرير الصور التي ظهر منها رؤوس مبعثرة ثم أطل علينا الفنان الطاهر غرسة وعلى يمينه شعار قناة تونس7 نعم «ق7» فقد تم أخذ الصورة من التلفزة الوطنية دون التصرف في الشعار القديم للقناة.
متى تنتهي حفلات التكريم؟
حفل تكريمي تمنيناه لو كان تكريما لتونس وليس لأشخاص فعهد المائويات والتكريمات والتأبينات قد ولى وملّه التونسيون. تمنينا لو ان ذلك العدد الذي فاق ال 100 فنان وعازف غنى وتغنى بتونس التي مازالت تعاني الجراح من العهد البائد الموشح بالتكريمات تونس التي مازالت تتوق للحرية ومازالت تبحث عن السلام.. ولو غنى هؤلاء في تلك الليلة وبصوت واحد لتونس لكانت سهرة تاريخية من أروع ما يكون.
فالحدث هو تونس الثورة وليس فنانا قد رحل ووجب تكريمه... نحن لسنا ضد الفن والفنانين بل هم محفوظون في الذاكرة لكن هذه الدورة من مهرجان قرطاج التي تعدّ الأولى بعد الثورة كان بالامكان ان تكون أفضل مما كان.
أسماء من الجيلين
غنى على مسرح قرطاج في ليلة الافتتاح مجموعة من الفنانين من بينهم لمياء الرياحي وفيصل الرياحي ونور الدين الباجي ولطفي بوشناق وحسن الدهماني والشاذلي الحاجي وحسين العفريت ومن الفنانين الشبان مروان علي وسفيان الزايدي ووفاء بوكيل.. ردّدوا أغاني خالدة توارثتها الاجيال وقدّموا باقة من الموشحات والمالوف وغنوا «على ضوء القميرة» و«زينة يا بنت الهنشير» و«حبيت مرّة» و «يلّي ظالمني» و«تكويت»...
لقاء بين السياسة والفن
افتتاح الدورة 48 من مهرجان قرطاج جمع بين الفنانين والسياسيين وقد استغل بعض أعضاء المجلس التأسيسي المقاعد الأولى في حين خيّر البعض الآخر الجلوس في الصفوف الأخيرة... فهل أن حضور أعضاء الحكومة في عرض الافتتاح كان لمجرد الاستمتاع او ان تسييس الثقافة واقع لا هروب منه؟ فأعضاء المجلس التأسيسي حضروا بكثافة حتى أننا خلنا أننا في احدى جلسات التأسيسي لولا غياب المشادات الكلامية والنقاشات الفوضوية.