يستعدّ الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي غدا للإعلان بصفة رسمية عن مبادرته التي قال إنها تهدف إلى خلق توازن على الساحة السياسية وترمي إلى تجميع القوى المشتتة و«الأغلبية الصامتة» ضمن هيكل سياسي سيكشف عنه. وسيجري اللقاء في قصر المؤتمرات بالعاصمة ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا بحضور عدد كبير من الشخصيات الوطنية التي تم توجيه الدعوة إليها وفق ما أكّده ل«الشروق» عضو لجنة تفعيل المبادرة، الوزير السابق الطيب البكوش، وسيلقي قائد السبسي خطابا قبل أن يتم تداول الكلمة على بعض الحضور من الشخصيات الوطنية، وسيتم بعد ذلك عقد ندوة صحفية.
وردّا على سؤال حول تأثير حالة الاحتقان التي عاشتها البلاد على امتداد الأيام الفارطة على هذه المبادرة قال البكوش إنّ موعد إعلان المبادرة مبرمج مسبقا وكل ما يمكن أن يحدث ليس له أي تأثير مباشر على المبادرة، مضيفا «من المؤسف أن تقع هذه الأحداث لأنه لو تمّ تطبيق القانون منذ البداية لما استفحلت هذه الظاهرة التي وقع التعامل معها بشيء من التساهل».
وأكّد البكوش أنه «لا يمكن قبول العنف بأي شكل من الأشكال وما جرى لا علاقة له لا بالدين الإسلامي ولا بالسياسة، بل هو عمل إجرامي إرهابي ويجب التعامل معه على هذا الأساس».
وتداول مراقبون للشأن السياسي عدّة احتمالات لصيغة هذه المبادرة منها إعلان تشكيل حزب سياسي جديد ومنها تشكيل جبهة سياسية تضمّ القوى التي أبدت حتى الآن رغبتها في الالتحاق بها، على أن يبقى الباب مفتوحا لانضمام أطراف أخرى في وقت لاحق، لكن المراقبين حذّروا من أنّ إطلاق المبادرة في هذا الظرف وما سبقها من إعلان نية بعض الأطراف والشخصيات الانسحاب منها (مثل عمر صحابو الذي أعلن الاثنين الماضي انسحابه) قد يحدث بعض الارتباك على سير هذه المبادرة التي يتم الإعداد لها منذ أشهر ولم تتّضح حتى الآن الأطراف المكوّنة لها ولا الصيغة التي ستتبلور من خلالها كهيكل سياسي، وهو ما يجعل احتمال حدوث مفاجآت قائما لدى إعلان هذه المبادرة غدا السبت، وفي الفترة القادمة.
وعلمت «الشروق» من مصادر مقرّبة من المبادرة أنّه تمّ توزيع ما يزيد عن 1200 دعوة لحضور الاجتماع وأنّ الخلاف حول تزعّم المبادرة بين أكثر من اسم قد يُجبر السيّد الباجي على أن يتولّى شخصيا رئاسة الحزب الجديد في صورة تأكّد هذا المسار والعدول عن فكرة «الجبهة».
وسيكون الخطاب المنتظر للباجي قائد السبسي غدا محدّدا لمدى نجاح مبادرته في جمع أطياف مختلفة وعائلات سياسية وفكرية متنوّعة تحت غطائها، خاصة أنّ عدّة تحفظات أبداها البعض على التركيبة التي اعتُبرت غير متجانسة وعلى شخصية قائد السبسي أصلا التي يراها البعض غير قادرة على خلق التوافق.