وضعية مزرية تعيشها عدة عائلات تقيم بمنطقة البلالمة من معتمدية غزالة من ولاية بنزرت، جراء انعدام أدنى ظروف العيش الكريم. فالزائر الى منطقة البلالمة التي تعد حوالي 500 عائلة يقرأ حجم المعاناة على وجوه سكانه، حيث اكد السيد العربي المصاب بمرض مزمن منذ مدة، والذي يقيم رفقة عائلته المتكونة من زوجة وطفلين، اضطرته الظروف إلى استعمال الأنسولين مرتين في اليوم لدى شقيقته التي تقيم في مدينة ماطر، حيث ذكر أنه رغم أن سنه لم يتعد 45 سنة إلا أن علامات المعاناة والتعب بادية على وجهه، بسبب افتقار المنطقة إلى أدنى شروط الحياة العادية، من جهة أخرى أبدى البعض تخوفا من خطر الحيوانات المتوحشة، خاصة الكلاب الضالة والخنازير التي تزور المنطقة ليلا، وما يشغل بال هؤلاء السكان هو الفقر والبطالة التي يتخبط فيها معظمهم الذين يأملون التفاتة من الجهات المعنية للتكفل بهذه المشاكل اليومية التي أرقت حياتهم، وذلك بترحيلهم إلى مساكن لائقة تتوفر على شروط الحياة، أو الترخيص لهم بإنجاز مساكن في إطار البناء الريفي، كونهم سئموا هذه المعاناة التي طالت مدتها، لاسيما أنهم قاموا بالاتصال بمختلف الجهات، إلا أنه لا جديد إلى حد الآن وذكر العديد من هؤلاء السكان أنهم كانوا يأملون في استفادتهم من مساكن مهما كان نوعها، الريفية وغيرها، رغم أنهم قدموا شكاوى إلى المسؤولين المعنيين ، إلا أنهم لم يحظوا بالاهتمام اللازم إلى حد الآن، وفي ظل غياب شبكة للتزود بالمياه الصالح للشرب لمنطقة البلالمة ، فإن السكان وجدوا أنفسهم مجبرين على البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبالاحرى من البئر التي أصبحت ملوثة نتيجة الامطار التي شهدتها المنطقة خلال شهر فيفري مما ادى الى منع استعمال الماء وغلق البئر من طرف الهندسة الريفية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت بالتنسيق مع ادارة حفظ الصحة منذ اسابيع، حيث يتزايد الطلب على هذه المادة، إذ تلاحظ الأطفال وهم حاملين الدلاء للبحث عن الماء، وهي الوضعية التي أثقلت كاهلهم وأثرت حتى على مستوى تعليمهم جراء الفقدان الكلي للماء الصالح للشراب،وفي ظل هذه الوضعية، فإن السكان يأملون زيارة المسؤولين لهم للوقوف على حجم المعاناة التي يكابدونها منذ أكثر من نصف قرن، والظروف المزرية التي يعيشونها.