وافانا الدكتور محمّد الهامشي الحامدي بالتعليق التالي: «أحترم جريدة «الشروق» وأطالع نسختها الإلكترونية يوميا من لندن، وقد أعربت عن تقديري لها أمام الملايين في قناة «المحبة» أيضا. وفي نفس الوقت يؤسفني إصرار عدد من كتابكم ومحلليكم على الإيحاء لقرائكم الكرام بأنه لا وجود لمعارضة سياسية في تونس قادرة على منافسة حركة النهضة كما جاء في المقال الصادر بتاريخ 11 ماي 2012 بعنوان «هل تعود هيمنة الحزب الواحد»؟ وفي الرسم الكاريكاتوري الصادر اليوم الذي يعزز نفس المعنى. ألخص لكم الأمر «من الآخر» كما يقول أخوتنا المصريون: إذا جرت انتخابات نزيهة خلال العام المقبل فإن تيار العريضة الشعبية سيتفوق على حركة النهضة ومن معها، وسيهزمها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبعون الله ثم بتفويض الشعب التونسي الأبي، سأشكل، كرئيس للجمهورية، حكومة العريضة الشعبية التي تصون الحريات وتعتمد نظام الصحة المجانية ومنحة البطالة.
خذوا حديثي هذا على محمل الجد، ولا تكرروا الخطأ الذي ارتكبته الطبقة السياسية العام الماضي عندما سخرت من تصريحاتي ووعودي ومن برنامج العريضة الشعبية. الشارع التونسي اليوم ناقم بأغلبيته الكاسحة على حكومة الترويكا، محبط منها، والتونسيون يتصلون بي يوميا ويقولون لي إنهم مع العريضة الشعبية، وجاهزون ليوم الانتخابات المقبلة بإذن الله لتأكيد هذا الخيار بالأصوات.
التونسيون لن يجددوا للنهضة في انتخابات العام المقبل ولن يصوتوا لإحياء البورقيبية من جديد، وإنما ستتبنى أغلبيتهم الكاسحة بعون الله برنامج العريضة الشعبية ومرشحيها. لست أدعي علم الغيب، وإنما الواقع السياسي يدلنا على اتجاه الرأي العام. كثير من الذين صوتوا للنهضة يقولون لي ويكتبون في مواقع الفايسبوك علنا إنهم نادمون أشد الندم على خيارهم ذاك في الانتخابات السابقة. وفي نفس الوقت البديل جاهز: برنامج العريضة الشعبية يتبنى المطالب الأساسية للشعب وفي مقدمتها الصحة المجانية ومنحة البطالة والتنقل المجاني للمسنين، وورموز التيار يحظون بثقة الطبقات الشعبية ومحبتها، وقرارنا السياسي بيدنا وليس مرهونا لرأس مال محلي أو لصديق أجنبي.
ثم أرجو منكم الإنتباه لأمر واحد: في الانتخابات السابقة حصل تيار العريضة الشعبية على المركز الثاني من جهة الأصوات، والثالث من جهة المقاعد، رغم الحصار الإعلامي المطبق الذي تعرض له في تونس. وهنا سؤال مهم يفرض نفسه على جميع المحللين السياسيين: إذا كنا حصلنا على تلك النتائج رغم الحصار الإعلامي، فهل تستغربون حصولنا على ضعفي النتائج السابقة في الانتخابات المقبلة وقد أصبح تيارنا اليوم وبرنامجنا ملء السمع والبصر؟ فكروا معي بالعقل واتركوا جانبا كل عاطفة وهوى.
لذلك أقول لكم إخوتي الأعزاء في جريدة «الشروق» الغراء: لولا أن الرهان محرم في الشرع لراهنتكم على أن ما أكتبه لكم اليوم هو ما ستنشرونه أنتم بالعناوين الكبيرة والبنط العريض عند ظهور نتائج الانتخابات المقبلة مباشرة إن شاء الله ، وإن غدا لناظره قريب.