علمت «الشروق» من مصادر أمنية بمدينة الكاف أن قاتلة التلميذتين قد سلمت نفسها الى احد المراكز الأمنية بمدينة قرمبالية بالوطن القبلي. وعلى خلفية هذه الجريمة اعتصم أهالي «بهرة» وتم اغلاق الطريق، وتعذر على «الشروق» الاتصال بمدير المدرسة وحارسها. جريمة قتل فظيعة جدت يوم الثلاثاء المنقضي بمنطقة «بهرة» من ولاية الكاف ذهبت ضحيتها بنتان في عمر الزهور اشراق 9 سنوات ومنى 11 سنة وتدرسان بالمدرسة الابتدائية ببهرة، «الشروق» تحولت على عين المكان يوم الخميس صباحا بعد اكتشاف الجثتين مساء الاربعاء باحد الحقول المجاورة للمدرسة وعند وصولنا الى مكان الحادثة دلنا أحد السكان على منزل العائلتين وبعد تسلق مسلك وعر مشيا على الاقدام مسافة 3 كيلومترات اعترضنا أبو القاتلة وهو في لوعة كبيرة والدموع تنهمر من عينيه قائلا: «ماذا سأقول لأخي ان احدى الضحيتين ابنة أخي، وابنتي هي التي قتلتهما، ابنتي اسمها دليلة تبلغ من العمر 24 سنة غادرت المنزل منذ 4 سنوات واستقرت بتونس العاصمة وقد انحرفت هناك وأصبحت تتعاطى المخدرات وتخالط المشبوه فيهم وحتى قبل ذهابها الى تونس كانت تخرج ليلا من البيت بعد ان تقوم بتخديري بأقراص منومة أما قدومها هذه المرة فكان بالليل ولم تقابلني واقسم لكم أن تصرفاتها تصرفات انسانة غير عادية ففي احدى المرات ضربتني «بياجورة» على مستوى رأسي مما استوجب الاحتفاظ بي بالمستشفى لمدة 4 أيام أما هذه الحادثة فقد أعلمني بها حارس المدرسة وأنا راجع من عملي بالحضيرة ان ابنتي أتت واصطحبت معها الضحيتين، ابنتي هذه كانت في الصغر متهورة «حسب تعبيره» الكذب والسرقة ولا تركز أثناء الكلام وفي احدى المرات سلمتها الى مركز الحرس الوطني لكي يتخذوا معها الاجراءات اللازمة وحاولت اقناعها أكثر من مرة فاختارت التحول الى بيت عمتها بتونس العاصمة، بعد ذلك أرشدنا الى منزل الضحية اشراق 9 سنوات اين وجدنا والدها المعاق عضويا محمود الخضيري وهو على فراش بجانب البيت وقال لنا في الصباح خرجت ابنتي باتجاه المدرسة وقدمت لها بعض النقود كما أحضرت لها أمها لمجة الصباح ومع الحادية عشر امتطيت حمارا واتجهت الى المدرسة لارجاعها الى البيت فأعلمني أحد المدرسين ان ابنة عمتها اتتها وحملتها مع قريبة لها في أول الأمر ظننت أنها اصطحبتها معها الى تونس حاولنا الاتصال بها لكنها لم ترد على مكالماتنا الهاتفية وبقينا كامل يوم الثلاثاء وصباح يوم الاربعاء ونحن نحاول البحث والاتصال بها وتم اكتشاف الجريمة يوم الاربعاء مساء من طرف أحد الرعاة بأحد الحقول القريبة من المدرسة ابنتي اشراق كانت مصابة ب9 طعنات على مستوى الصدر بآلة حادة وبحجر على مستوى الرأس أما منى فكانت بعيدة عن الجثة الأولى بحوالي 100 متر وهي مذبوحة من الوريد الى الوريد، علما أن لا عداوة لي لا مع القاتلة ولا مع عائلتها فأنا رجل معاق ثم اني أقوم بتصفية الدم.
دموع وألم
بعد ذلك انتقلنا الى بيت الضحية الثانية فاستقبلنا أبوها وأدخلنا الى البيت لتقديم واجب العزاء الى الأم فوزية التي قالت خرجت ابنتي منى النويصري ورفضت يومها تناول الفطور وكانت تمسك بكتاب القرآن وبعد تخطيها بعض الخطوات رجعت وقالت لي أمي اني خائفة هذا اليوم لأني لم أحفظ محفوظة باللغة الفرنسية وأخاف ان يوبخني المعلم لأني لا أملك كراس المحفوظات فقدمت لها دينارين ورافقتها بين الحقول حتى التقت مع الضحية اشراق وواصلتا الطريق مع بعضهما وعندما وصلتا الى المدرسة وجدتا القاتلة في انتظارهما فمكثتا معها بعض الوقت ودخلتا المدرسة مع الثامنة صباحا وبقيت القاتلة في انتظارهما حتى خرجتا مع الحادية عشر والنصف فقدمت الى ابنتي 1200 مليم ونفس المبلغ الى الضحية الثانية وطلبت منهما مرافقتها الى بيت خالها حتى تغير ملابسها وترجع بهما الى البيت وقد أعلمني حارس المدرسة أنها كانت تمسك بابنتي باليد اليمنى وبالضحية الثانية باليد اليسرى ثم اجهشت بالبكاء قائلة ابنتي لا يعوضها شيء فقد فقدت اعز ما أملك في هذه الدنيا واضافت قائلة يوم الثلاثاء اتصلنا برئيس مركز الحرس ببهرة وقدمنا له رقم هاتف القاتلة فاتصل بها وطلب منها ارجاع البنتين اذا ارادت ظروف التخفيف فانكرت جملة وتفصيلا ولما حاول مجابهتها بالادلة أغلقت هاتفها بعد التفوه بكلام بذيء وقد حاول الاتصال بها مرة ثانية لكن هاتفها كان مغلقا وقد علمنا أنها تملك 12 خطا هاتفيا أما الأب فكان في حالة نفسية صعبة ولا يستطيع التركيز في الكلام وقد حدثنا بجمل متقطعة عن القاتلة وعن ابنته وعن الظروف الاجتماعية الصعبة.