لدفع التعاون في مجال التكوين المهني والتشغيل في جهة مدنين والاستفادة من الخبرات الأجنبية انتظم بأحد نزل جربة ملتقى تونسيا أوروبيا في مجال التكوين المهني والتشغيل تحت شعار الرأس المال البشري في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الجهوية. هذا الملتقى أشرفت عليه السيدة مدلان سربان مديرة المفوضية الأوربية للتكوين والسيد عبد الوهاب معطر وزير التكوين المهني والتشغيل وبحضور السيدة فرنسواز ميليكام المكلفة بالتعاون والتنسيق في الاتحاد الأوروبي والسيد عبد العزيز حلاب من الاتحاد التونسي للتجارة والصناعات التقليدية بالإضافة إلى والي الجهة وجلال بوريشة رئيس الجامعة الجهوية للنزل بالجنوب الشرقي وقد استعرض المتدخلون سبل وآفاق النهوض بالتنمية المستدامة في الجهة وخلق مواطن شغل عبر المرور بتكوين كفاءات في مختلف المجالات في إطار برنامج تعاون متكامل بين تونس والضفة الشمالية لحوض البحر الأبيض المتوسط. وفي مداخلته ثمن السيد عبد الوهاب معطر هذا اللقاء الذي اعتبره فرصة ثمينة لدفع عجلة تنمية الاستثمار في الجهة بدءا بتكوين اليد العاملة المختصة وصولا إلى خلق مواطن شغل وهو الهدف الأساسي على المدى البعيد والمتوسط لهذا البرنامج المشترك، إلا أن عددا كبيرا من الحاضرين عبروا عن استيائهم من فعاليات هذا الملتقى الذي لم يأت بالجديد والذي تم فيه إقصاء جميع مكونات المجتمع المدني بالجهة. السيد مجدي بن ثاير (جمعية المعطلين عن العمل بميدون) تساءل عن جدوى هذه التظاهرات في ظل غياب المعطلين عن العمل من ذوي أصحاب الشهائد العليا الذين تم إقصاؤهم بطريقة تدعو إلى كثير من التساؤل وأن هذا الملتقى جاء لخدمة مصالح شخصية لعدة أطراف تسعى إلى تلميع صورتها بعد الثورة بدءا بصاحب النزل الذي اعتاد على تنظيم مثل هذه الملتقيات. السيدة عيشوشة التليلي عن جمعية المواطنة الفاعلة بميدون استاءت هي الاخرى من فعاليات هذا الملتقى شكلا ومضمونا حيث حضرته عناصر مشبوهة عرفت بفسادها في النظام السابق والحالي على حد قولها مما لا يبشر بوجود أي نية للقطع مع الماضي ومن المفارقات التي جعلت هذا الملتقى يفتقد إلى أدنى مصداقية هي مداخلة رئيس النزل وهو رئيس الجامعة الجهوية للنزل الذي تحدث عن مساهمة قطاع السياحة في التشغيل ودعم التنمية المستدامة وهو المعروف بانتهاكاته البيئية الخطيرة بشهادة خبراء في الميدان وكذلك باستغلاله للعمال حيث لم يكفه طرد أكثر من 36 عاملا من نزله بل قام بمنعهم من حق الشغل بالتشهير بهم في بقية الوحدات السياحية عبر مراسلة رسمية حصلت «الشروق» على نسخة منها مستغلا موقعه على رأس جامعة النزل، من جانبه استنكر السيد رؤوف الصدغياني سياسة الإقصاء التي مارسها منظمو هذا الملتقى على شباب الجهة المعطلين عن العمل أفرادا وجمعيات كما تساءل عن السبب الحقيقي وراء تنظيم مثل هذه الملتقيات في ضيافة الفنادق السياحية الخاصة بدلا من المقرات السيادية الوطنية كقاعات البلديات والمعتمديات.