تقاطرت أمس حشود كبيرة من الشعب السوري للتصويت على مسودة الدستور الجديد تزامنا مع تجمهر عشرات الالاف في الساحات العامة دعما للأسد وتنديدا بالمؤامرة المحيكة ضد دمشق فيما رفض الغرب الاستفتاء جملة وتفصيلا.
وأكدت مصادر إعلامية محلية أن مراكز الاقتراع شهدت إقبالا كثيفا من المواطنين في العاصمة دمشق وريفها ومحافظة القنيطرة ومحافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين.
إقبال كبير
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في ساعة متأخرة من ليلة أمس وسط توقعات بالاستفتاء بنعم على مسودة الدستور . وشكل الإقبال«الذي وصف في اغلب وسائل الإعلام» بالمحترم والمقبول جدا في مثل الظروف التي تمر بها سوريا مفاجأة للأطراف السياسية والقوى «الحقوقية» الداعية الى إسقاط النظام السوري . وعلق وزير الخارجية السورية وليد المعلم على الاقبال الجماهيري قائلا إن «الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد يوم تاريخي في حياة الشعب السوري الذي برهن على صموده وتماسكه فاستحق دستوراً جديداً تنتقل من خلاله سوريا إلى التعددية السياسية ومرحلة ديمقراطية جديدة تخرج من خلالها أقوى بكثير مما كانت عليه». وأشار إلى أن «إقبال المواطنين على الاستفتاء يدل على الوعي التام للشعب السوري لمصالحه وأهدافه»، معتبراً أن «المعارضة الخارجية التي تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء ليست على صلة بمصالح الشعب السوري». وجوابا عن سؤال عن الرسالة التي يوجهها الى الخارج بهذه المناسبة، قال وزير الخارجية السوري إن «رسالتي الى الخارج هي أن يعالجوا همومهم الداخلية وليتركوا سوريا في شأنها ومن يرد مصلحة الشعب السوري لا يفرض عقوبات على هذا الشعب». ومددت بعض مراكز الاقتراع , عملية الاستفتاء ثلاث ساعات كاملة لتمكين المواطنين من حق التصويت على مسودة الدستور . وأكدت جهات إعلامية وسياسية مراقبة للاستفتاء أن التصويت تجاوز نسبة 58 بالمائة من جملة المسجلين . وفي المقابل , اتهمت مصادر سياسية مناهضة لدمشق مساء أمس النظام السوري بإلزام المواطنين على التصويت قسرا زاعمة أن المشاركين تعرضوا للترهيب . وتتناقض هذه التسريبات مع تصريحات المشاركين في الاستفتاء الذين أكدوا أنهم شاركوا من منطلق التزامهم السياسي والوطني . وتوقع المراقبون تصويت الناخبين ب«نعم» على الدستور السوري الجديد . كما تقاطر عشرات الالاف على الساحات العامة في سوريا داعمين مسيرة الإصلاح في البلاد ومنددين بالتدخل الخارجي وبمطالب إسقاط النظام . وتجمهروا في ساحة البحيرات السبع في دمشق منادين بالتمسك بالسيادة الوطنية واستقلال القرار الداخلي . وفي المقابل,شنت الدول الغربية هجوما لاذعا على عميلة استفتاء الدستور في سوريا .
مهزلة
ووصفت , على لسان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الاستفتاء في سوريا على الدستور الجديد ب«المهزلة». وأوضح الوزير الألماني أن عمليات التصويت «الصورية» لا يمكن أن تعد إسهاما في حل الأزمة الراهنة.وطالب فيسترفيله الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف بحق المعارضين وإفساح الطريق أمام تحول سياسي في سوريا . وبدأ التصويت منذ صباح أمس الأحد على الدستور الجديد لسوريا الذي يعد من بين أهم بنوده كسر احتكار السلطة لحزب البعث الحاكم، ودعت المعارضة السورية إلى مقاطعة الاستفتاء.