توفي الشاب الذي أضرم النار في جسده مؤخرا وسط مدينة العلا (القيروان) وذلك بعد 6 أيام من تواجده بغرفة العناية المركزة بمستشفى الأغالبة. وقد تمّت إحالة جثة الشاب الى الطبيب الشرعي. كما تمّ فتح بحث أمني في الغرض قصد التعرف الى ملابسات الواقعة التي هزت معتمدية العلا. «الشروق» كانت نشرت خبر الواقعة التي جدّت أيام الاحتفالات بذكرى الثورة. وجاء فيها أن شابا أضرم النار في نفسه بشكل عرضه الى الاصابة بحروق بليغة. وقد تمّ الاحتفاظ به على ذمة العناية الطبية المركزة. وقد صمد لمدة 6 أيام لكن حروقه البليغة أدت الى وفاته نظرا لعدم توفر قسم خاص بالحروق بمستشفى القيروان. وقد أذنت النيابة العمومية بعرض جثة الفقيد على ذمة الطبيب الشرعي. وهذا الأمر أخر حصول أهالي الهالك على جثمانه ما جعلهم يستاؤون من الاجراءات الادارية المعقدة بالمستشفى وسط حضور عدد كبير من أقارب وأصدقاء الهالك الشاب. وقد أدى خبر وفاة الشاب مراد الضيفلاوي الى حالات اغماء في صفوف أقاربه وحسب ما رصدته «الشروق» فإنه حال وصول جثمان الهالك الى منزل والديه تتالت حالات الاغماء في صفوف النسوة من قريبات المرحوم وخاصة حالة والدته الصعبة. والد مراد روى لنا أسباب اقدام ابنه على اضرام النار في جسده وبين أن ابنه الفقيد مراد رغب في زيارة شقيقه في السجن رفقة والدته، ولكنها أعلمته أنه ليس لديها المال اللازم وأنه ليس لديها طعاما تحمله. وقال الوالد أن هذا الأمر جعله يغضب. غير أنه وعند حلول المساء وفق ما ذكر بعض الأصدقاء، بلغ الهالك خبر الحكم على أحد أشقائه ب17 سنة سجنا وهو ما جعله ينهار نفسيا ويفقد توازنه وخرج هائجا مائجا من المنزل في اتجاه وسط مدينة العلا. وقال بعض من شاهده أنه فور وصوله أمام مقهى المحطة سكب البنزين على وجهه ورأسه وسائر جسده رغم محاولات المارة اثنائه على ذلك ومحاولة انقاذه. لكنه تمكن من اضرام النار في جسده وهو ما أدى الى وفاته لاحقا بعد 6 أيام من إقامته بالمستشفى. من جهة ثانية عبر أقارب الهالك عن استيائهم من عدم وجود قسم خاص بالحروق في القيروان، خاصة ان حروق الهالك في البداية كانت من الدرجة الثانية ثم تعكرت صحته بسرعة. كما أكد عدد من الأقارب والجيران أن الحالة الاجتماعية والصحية لعائلة الفقيد صعبة للغاية وخاصة والده المسن والمقعد. وقدموا نداء استغاثة للسلط المحلية والجهوية من أجل الاهتمام بوضعية هذه العائلة التي يعتبرونها بشهادتهم من أشد العائلات فقرا ومعاناة في العلا.