انتظم بمدينة جربة ميدون معرضا للمنتجات الفلاحية بمشاركة مجموعة من الفلاحين من مختلف القطاعات بإشراف المكتب المحلي للفلاحة والصيد البحري بميدون والذي رغم ضعف موارده وقلة إمكانياته يسعى بصفة موسمية إلى تنظيم عدة تظاهرات فلاحية لتشجيع صغار الفلاحين والترويج لمنتجاتهم في الوقت الذي تشهد فيه الجهة ركودا اقتصاديا وتراجعا في قطاع السياحة السوق الاستهلاكية الأكبر في الجزيرة. شمل المعرض أهم المنتجات الفلاحية بجزيرة جربة من خضر وغلال ومختلف أنواع الباكورات واللحوم البيضاء كالدواجن والأرانب بالإضافة إلى المنتجات الحيوانية مثل البيض والعسل بجميع أنواعه وغيرها من المنتجات البيولوجية. «الشروق» حاورت مجموعة من العارضين وقد تمحورت جل مداخلاتهم حول قلة الدعم وشح الموارد المائية كأبرز التحديات التي تهدد الفلاحة في الجهة حيث لا يزال حفر الآبار في جربة محظورا على الفلاحين بعنوان الحفاظ على المائدة المائية في حين يستثني هذا المنع المناطق السياحية ذات الاستهلاك المفرط للثروة المائية كما أن منع تزود الآبار بالطاقة الكهربائية ذات التعريفة المنخفضة زاد من متاعب الفلاح وعجزه المالي مما سبب العزوف على ممارسة الفلاحة وجعل عدة منتجات فلاحية تختفي من جربة كالتفاح الجربي والكرموس والتمور وغيرها من الغرسات التي كانت تميز الجزيرة. السيد عبد الكريم بورقيبة أحد العارضين يشارك في هذا المعرض للمرة الأولى غادر قطاع السياحة ليتفرغ للفلاحة وهو الفلاح الوحيد الذي لا يزال يملك في جربة «بيوت مكيفة» باعتماداته الذاتية خصها في إنتاج الغرسات النادرة مثل «الصالطة» و«الجرجير» و«الحبق» والطماطم الأصفر إلا أنه يناضل منذ عدة سنوات للحصول على عداد كهربائي فلاحي للاستغلال الاقتصادي لبئره لكن دون جدوى مما جعله يعاني من مشاكل مادية نظرا لارتفاع تكاليف الكهرباء. وقد مثل هذا المعرض فرصة ثمينة لتعريف بالمنتوج المحلي واكتشاف مواهب وطاقات شابة في ميدان الفلاحة البيولوجية على غرار الشاب أحمد بن بعزيز المختص في تربية النحل الذي طرح مشروعا يهدف إلى استخراج مادتي «غذاء الملكة» و«حبات اللقاح» من النحل الجربي المتميز الذي يتغذى من لقاح زهرة الصبار والهندي وقد أكمل مؤخرا بناء المخبر في انتظار الدعم من الدوائر المختصة للانطلاق في الإنتاج ومن المنتظر أن ينظم المكتب المحلي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري في شهر مارس القادم معرضا فلاحيا سيتواصل على امتداد أسبوع كامل يعنى « بالمرأة الفلاحة نظرا للدور الكبير الذي تلعبه المرأة في الفلاحة الجربية.