لقاء المنتخب التونسي ونظيره الكاتالوني بصرف النظر عن النتيجة استقطب الانتباه لعدة أسباب ليس أقلها الوقوف على مردود أبنائنا وتشخيص النقائص قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق نهائيات كأس افريقيا 2012. لهذه الغاية ارتأينا الاتصال بالمدرب المنذر كبيّر لرصد انطباعاته حول هذا اللقاء استهل محدثنا تدخله بالحديث عن مردود أبنائنا قائلا: «شخصيا فوجئت بالمردود الجيد للاعبينا الذي كان أفضل من مردودهم في البطولة المحلية وهذا يعزى الى عدة عوامل منها الرغبة الجامحة في التألق وكسب رضاء الإطار الفني خاصة أن المباراة تدور خارج أرض الوطن وعلى مرأى من عدة أندية أجنبية». انتقادات في غير محلها ثم سألناه عن الانتقادات الموجهة الى المدرب سامي الطرابلسي للخطة الدفاعية التي توخاها، فأجاب: «لا أشاطر هؤلاء هذا الرأي، ذلك ان منتخبنا الوطني انتهج الدفاع المكثف (Bloc) في المنطقة الموجودة أمام الخط الورائي حيث لاحظنا التفوق العددي وذلك بمشاركة كل اللاعبين في العمل الدفاعي». أما بالنسبة الى القول حول عدم إحكام اختيار مكان التربص بحكم اختلاف عامل المناخ بين اسبانيا وافريقيا فقال: «المسألة مسألة تخطيط وبرمجة اذ أننا لم نتعوّد على التقاليد التي نعرفها في الدول الأخرى وذلك بالقيام ببرمجة مسبقة تصل حد العام قبل المشاركة في تظاهرة ما والمؤمل ان يتم تدارك هذا النقص مستقبلا حتى تستجيب كرتنا الى ما تشهده الكرة العالمية من تطوّر على مستوى التخطيط». نقاط مضيئة وفي ما يتعلق بمردود منتخبنا، أجاب: «بالنسبة الى النقاط المضيئة أذكر الجانب الذهني والذي يتجلى في روح التضامن والتآزر بين اللاعبين وهو ما يتجلى في عدة لقطات مثل المشاركة في المجهود الهجومي دون ان ننسى ما يحدث خارج الميدان من مظاهر توادد وتحابب وهو ما كان مفقودا في الماضي. وعلى مستوى الدفاع أذكر الصلابة التي أصبح يتميّز بها الخط الورائي سواء على مستوى الظهيرين أو المحور أو على مستوى الصراعات الثنائية (duels) او التمركز. وأذكر كذلك تواجد لاعبين لهم ملكة الخلق اي لاعبين قادرين على القيام باللمسة الأخيرة او خلق الخطر في منطقة المنافس». نقائص ومقابل ذلك تراءت بعض النقائص أهمها قلة الانتباه ازاء الكرات الثابتة والضعف في المحاصرة إضافة الى نقص في التجسيم وفي الحركة الفنية الأخيرة (geste final) وعن اختيار منافسين من اسبانيا لإعداد نهائيات كأس افريقيا، أجاب: «في اعتقادي، ما يهم هو كسب نسق المباريات وتمتين اللحمة بين اللاعبين وهذا ما أعتقد انه سيتحقق بعد هاتين المباراتين». ثم سألناه عن رأيه في التشكيلة التي اختارها الاطار الفني فقال: «حسب رأيي هذا الأخير يعرف 80٪ من التشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس افريقيا اي ان له فكرة عن القائمة التي تضم 23 لاعبا». وعن المنتخب الكاتالوني، قال: «قدم هذا المنتخب مردودا جيدا وخاصة في الشوط الثاني ويتجلى في اعتماده على اللمسة الواحدة واللعب الجماعي وتغيير النسق».