حيثما وليت وجهك وأنت في طريقك الى «معهد العهد الجديد» بالكبارية تشدك أكداس الأتربة وفواضل البناء التي تضاهي الهضاب والجبال اذ يزيد ارتفاعها على الثلاثة أمتار في مساحات كبيرة. هذا المشهد وثيق الصلة بتنامي البنايات الفوضوية. الخطير في ذلك أن أصحابها اختاروا الأرض المحيطة بالمعهد الثانوي ليشيدوا منازل من بيت وبيتين لا يتعدى الواحدة منها 20 مترا مربعا وهي في كل الأحوال أدنى قيمة من الأكواخ والمساكن القصديرية مما يؤكد أن أصحابها في خصاصة شديدة وفقر مدقع والدليل أنهم قد اختاروا الاقامة بين تلك الجدران وهي لم تكتمل بعد وقد اقتربنا من تلك العائلات فتبين لنا فعلا أن أوضاعها بائسة الى أبعد الحدود. يحدث هذا في الكبارية التي تقع على مرمى بضعة كيلومترات من قلب العاصمة. في هذا السياق عبر لنا العديد من أهالي الكبارية عن رفضهم هذه التجاوزات التي زادت المشهد العمراني والوضع البيئي بؤسا على بؤس في منطقة لطالما عانت من التهميش منذ عقود واقترنت بها مبالغة ومغاطلة حسب رأي بعضهم قصص الاجرام والسطو والحال أن غالبية الأهالي يتميزون بالطيبة وحسن المعاشرة .