أعلن مقاتلو المجلس الانتقالي أمس عن العثور على مستودع للأسلحة الكيمياوية وعلى مبلغ مالي كبير كان بحوزة العقيد معمر القذافي سيساعد على إعادة إعمار ليبيا، فيما أكد الثوار وجود كتيبة «انتحارية» في سرت تعمل على تهريب العقيد من البلاد بأي ثمن. وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» ان الحكومة الليبية الجديدة عثرت على أصول قيمتها 23 مليار دولار لم يستخدمها نظام القذافي.مليارات... العقيدونقلت عن مسؤولين في لندنوطرابلس قولهم إن هذه الأموال ستساعد في تمويل البلاد بعد الحرب مشيرة الى ان هذا الاكتشاف يضاهي العثور على عدة مليارات من الدولارات تحت الفراش.وأضاف المسؤولون البريطانيون أن الحكومة الليبية الجديدة أبلغت لندن أنها عثرت على 28 مليار دينار ليبي أي ما يعادل 22.8 مليار دولار في المصرف الليبي المركزي.وأشاروا الى أن هذه الأصول ستمكن الحكومة الليبية الجديدة من تسيير أمورها حتى فترة متقدمة من العام المقبل، وستخفّف الضغط عنها للحصول على الأصول المجمدة بالخارج.كما نسبت الى وفيق الشاطر منسق القطاع المالي تأكيده أن الأموال كافية لإدارة البلاد لمدة 6 أشهر استنادا الى أنماط الإنفاق، وقد تمّ وضعها تحت الحراسة المشددة وستستخدم للإنفاق على إعادة الإعمار وإحياء البلاد والخدمات الاجتماعية.أسلحة كيمياويةوفي ذات سياق الاكتشافات الجديدة، أعلنت قوات الانتقالي عن عثورها على مستودع للأسلحة الكيمياوية في مدينة الجفرة.وقال المتحدث باسم «العسكري الانتقالي» فتحي باشا آغا إن المستودع تحت سيطرة الثوار.ويتوافق هذا الكشف مع تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بأن طرابلس تحتفظ بكمية قدرها 9.5 أطنان من غاز الخردل في مكان سري بالصحراء.كما يتزامن مع إعلان المتمردين بسط سيطرتهم على مدينة «الجفرة» احدى معاقل العقيد الجنوبية.وأشار أحمد باني المسؤول بالانتقالي الى أن قواته باتت تسيطر على كامل مدينة «سبها» مقرّا في ذات الظرف بوجود جيوب للمقاومة والقنص.وعلى الطرف النقيض من المشهد القتالي بالجنوب، تبدو جبهة «سرت» عصية على الاختراق.إذ قال قائد ميداني لوكالة الصحافة الفرنسية أمس ان قواته توقفت عن مقاتلة الكتائب على الجبهة الشرقية ل«سرت» بسبب نقص الذخائر.وأضاف مصطفى بن درادف قائد كتيبة ثورية إن رجاله أوقفوا القتال لمدة أسبوع وإن الهدف الأساسي حاليا متمثل في إقامة خطّ دفاعي قوي.تهريب العقيدوأورد مقاتلون عائدون من «سرت» أنهم جوبهوا بمقاومة عنيفة في منطقة «الخمسين» على بعد 50 كيلومترا الى الشرق من سرت وانهم عاجزون عن الردّ لضعف قوتهم النارية.وقال مقاتل ثائر: «أنا واثق 100٪ إن شخصا مهما موجود بسرت.. قد يكون القذافي أو واحدا من أبنائه.. لأن الكتائب باتت انتحارية واستشهادية في هذه المنطقة.وتوقع ان هذه الكتائب تحاول كسب الوقت لتمكين العقيد من الهروب خارج ليبيا.أما في «بني وليد» فقد أدخل مقاتلو الانتقالي تغييرات جمّة على مستوى التمركز والتخندق.غير بعيد عن جبهات القتال في الجنوب، أكد «الانتقالي» ان عددا من أركان نظام القذافي فرّوا من «سبها» تجاه النيجر عقب سقوط الأخيرة في يد الثوار.وأشار أحمد باني، وقع تعريفه آنفا، الى أن مجموعة مهمة من الشخصيات المقرّبة من القذافي قصدت النيجر بغية الإيواء إليها.وكانت النيجر قد استقبلت عددا مهما من المسؤولين الليبيين من بينهم ابن القذافي الساعدي بعد سقوط طرابلس.وفي سياق متصل ، اعلنت الجزائر عن اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي مبدية استعدادها للتعاون معه .بدوره ، رفع الاتحاد الاوروبي امس عقوباته المفروضة على ليبيا .