عندما تمّ تركيز السوق البلدية بسجنان من ولاية بنزرت سنة 2000 في نطاق ما يُعرف بالتنمية الحضرية المندمجة، كانت الغاية دعم الترابط مع التنمية الفلاحية بالمنطقة خصوصا إثر إحداث وتهيئة مساحات سقوية شاسعة جدا بما تنتجه من الخضر والغلال.إلاّ أن هذه السوق لم تتجه نحو ما كان يصبو إليه الأهالي إثر تسويغها واستغلالها للحساب الخاص في تقطير النبات الغابي المعروف «بالذّرو» حيث كانت للمحاباة آنذاك دورا كبيرا في مثل هذا القرار مثلما عبّر عنه العديد في استياء، إلاّ أن المؤسس أن هذا الوضع غير المستقيم ظلّ بعد الثورة أيضا على ما كان عليه في نفس المجال المحدود بصفة تقلص أو تقصي الاستثمار الفلاحي وترويجه ممّا عمّق السؤال وشتّت التساؤلات لدى الفلاحين والقاطنين بسجنان عموما عن مآل الحلّ الذي يطلبونه وينتظرونه مدى هذه السنين دون أن يُصاغ واقعا، وعن خلفيّة الصيغة الخصوصية لسوقهم المتناقضة مع غيرها المعروفة بصبغتها الشمولية عبر كامل المدن التونسية في استيعاب كافة منتوجات الأنشطة الفلاحية لديهم، وليس الذرو فقط الذي يمكن الاستعاضة عنه بمكان بديل عن فضاء السوق البلدية إن كان لذلك ضرورة من الأساس، ممّا سيطور الأمور بالتأكيد إلى الأنفع والأنجع... ولا يزال تفعيل القرار بالانتظار، فيما ينتظر المتساكنون مثل هذا الاجراء منذ أكثر من السنوات العشر الأخيرة؟!