ينهي حزب «الوطن» اليوم مؤتمره التأسيسي بانتخاب الأمين العام وانتخاب مجلس الشورى وتلاوة لوائح المؤتمر الذي يفترض أن يضع حدّا للخلافات الداخلية في الحزب والتي كادت تؤدي إلى تقسيمه. أكد الأمين العام المؤقت لحزب «الوطن» محمد جغام في افتتاح المؤتمر التأسيسي للحزب أمس مساعيه لضم أصحاب النوايا الصادقة وكل القوى التي اختارت الوسط موقعا والاتزان والانفتاح منهجا. وتحدث جغام عن «فئة ضالة» داخل الحزب قامت بمحاولة انقلابية وأعدت مؤتمرا لم يحضره سوى 21 فردا، وقال مخاطبا الحضور إن حضوركم اليوم أفضل دليل على خيبة هؤلاء المناوئين سواء من الفئة الضالة داخل الحزب أو الفئة الضالة خارجه التي يزعجها تقدم الحزب ونجاحه مؤكدا أن حزبه سيواصل السير على هذا الدرب أحب من أحب وكره من كره.وكان جغام يشير بذلك إلى البشير محلة الذي يدعي لنفسه الأحقية في الأمانة العامة للحزب وقد أجل القضاء النظر في هذه القضية إلى الأسبوع المقبل. وكان الحضور أمس كبيرا حيث اكتظت قاعة قصر المؤتمرات واستعرض جغام مراحل نشأة حزب «الوطن» قائلا إن الحزب تأسس وقد غمر الشارع التونسي شعور بأننا نعيش حدثا رائعا سيغير المسار ويدفع بنا بعيدا وقد بدأنا سلسلة اجتماعات يومية مع ثلة ممن انضموا إلينا وعبروا عن رغبتهم في مرافقتنا حتى يترعرع حزبنا ويأخذ مكانه على الساحة.وأضاف جغام ثم انكببنا على إعداد الميثاق والبرنامج الذي أردناه ثوبا يمثل كل القطاعات وركزنا توجهاته على الاعتدال والوسطية والتسامح والأخلاق. وتابع جغام قائلا لم ندخر جهدا في الاتصال المباشر داخل البلاد فبعثنا مكاتب جهوية في جل ولايات الجمهورية فضلا عن أكثر من 140 مكتبا وعددا كبيرا جدا من الفروع ثم انتقلنا إلى الخارج وبعثنا مكاتب في باريس وليون وغيرهما. وأكد جغام ضرورة أن تضمن الدولة حرية ممارسة الشعائر الدينية مع الفصل بين الدين والسياسة وضرورة إعطاء بلادنا مكانة متميزة في الحداثة والانفتاح وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح مشيرا إلى أن المكاسب الوطنية التي تحققت منذ الاستقلال هي ملك للجميع وعلينا المحافظة عليها وتطويرها. وأوصى جغام هياكل الحزب بضرورة منح الأولوية القصوى لاستثمار طاقات الشباب مؤكدا أن حزبا بلا شباب لا مستقبل له. وأشار جغام إلى ضرورة تطويير الاعلام حتى يكون حرا ومسؤولا يخدم أخلاقيات المهنة ويمتنع عن الثلب وبث الاشاعة وشهد افتتاح المؤتمر كلمتين لأمين عام حزب المبادرة كمال مرجان ورئيس حزب المستقبل محمد الصحبي البصلي. وقال مرجان في كلمته «إن وجودنا اليوم يؤكد إيماننا بمستقبل تونس ويؤكد أن لا شيء يفرقنا». وأضاف أن في تاريخ الشعوب لحظات تاريخية وقد مررنا بحدث تاريخي وهو الثورة وعلينا أن نعتبر مما صار ونكون اليد في اليد وأكد مرجان أنه «لم يكن هناك تنسيق بين التجمعيين في إنشاء الأحزاب فكل طرف أخذ اتجاهه وأنا معكم بالقلب والفكر ووجودي هنا هو تمثيل عن حزب المبادرة الذي يقول إن تونس تجمعنا». أما البصلي فقد اثنى على جغام معتبرا أنه من خيرة ما أنجبت تونس المستقلة وقال نعيش لحظات تاريخية لأننا خلنا أننا لن نراها بعد أن عشنا أحداث الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات وكنا كل من موقعه يناضل ويضحي بالفكر والساعد وأحيانا بالصمود وأحيانا أخرى بالصمت.