عديد الأسئلة خلفتها مقابلة النادي البنزرتي والوداد البيضاوي المغربي في اطار الدور الثاني لمنافسات الكأس العربية ولعل من أبرزها هل ودع أبناء المدرب باولو روبيم هذه المغامرة العربية الهامة بعد عودتهم من الدارالبيضاء بهزيمة هي الثانية في الدور الثاني؟ في حين لم تتعثر بقية الفرق في هذه المجموعة، وهم الوداد البيضاوي ونصر حسين داي الجزائري، والأهلي السعودي إلى حد الجولة الأخيرة حيث حسم التعادل جميع لقاءاتهم هذا على الورق. أما ميدانيا فتبقى كل الاحتمالات واردة إلا أن المتفق عليه هو صعوبة المحطات المتبقية حيث أن البنزرتيين مطالبون بالفوز على الأقل أمام حسين داي والوداد المغربي في لقائي العودة بمركب 15 أكتوبر في انتظار اللقاء الختامي للدور الثاني أمام الأهلي السعودي بالعاصمة الرياضة... **إفراط في الانكماش الدفاعي صحيح أن أبناء روبيم واجهوا فريقا صلبا له تجربة واسعة في مثل هذه المناسبات الدولية وفي سجله 15 لقاب محليا ولقبان قاريان وعديد المشاركات في دوري أبطال العرب وكؤوس افريقيا إلا أن الفريق المغربي لاح مرهقا ودفاعه سهل الاختراق وبالتالي لم يقدم مردودا يستحق من خلاله الانتصار ويمكن القول أنه نجا من العثرة أمام البنزرتيين بفضل 45 ألف من أحبائه ساندوا زملاء بن شريفة طوال 90 دقيقة دون هوادة وحتى الهدف الوحيد الذي بفضله تربع في صدارة ترتيب المجموعة الرابعة جاء نتيجة بهتة دفاعية على اثر مخالفة من مسافة 25 مترا. لم تكن لتغالط الحارس البجاوي لو أحكم الدفاع بناء جداره (44 د) ثم ان الخطة التي اعتمدها المدرب روبيم طغت عليها المسحة الدفاعية ولاح واضحا أن البنزرتيين بحثوا عن التعادل ولم يجازفوا بلعب ورقة الهجوم رغم الفراغات التي اشتكى منها الوداديون خصوصا على مستوى الرواق الأسير ولعل الفرصة التي اتيتحت لناجي باشا خلال الشوط الأول عندما وجد نفسه طليقا في اتجاه الحارس لولا ارتباكه في الأمتار الأخيرة يليها فرصة ذهبية أخرى ضاعت من رأس فتحي المشرقي تبين أن الهجوم البنزرتي كان قريبا من التهديف لكن المعضلة انحصرت في من يتولى تجسيم الفرص التي أتاحها خط الوسط ا لذي قدم مردودا طيبا ثم أن الكرات القصيرة التي توخاها اللاعبون في رسمهم التكتيكي استفاد منها الوداديون. **خالد مراد وحسان البجاوي بفضل الخبرة لقد تبين أن البنزرتيين خاضو المباراة وهم يحملون في مخيلتهم صورة خاطئة عن منافسهم حيث صور لهم أن الوداد «غول» يصعب ترويضه إلا أنه منذ الدقائق الأولى من المباراة تلاشت تلك الصورة وحلت محلها صورة فريق متواضع لا غير ومع ذلك بقيت العناصر البنزرتية على رهبتها من المنافس ولم يمح ذلك الهاجس سوى خالد مراد الذي صال وجال كما شاء معتمدا على خبرته الى جانب الحارس حسان البجاوي رغم الهدف الذي قبله والذي لم يتحمل مسؤوليته وقد مثل بمفرده سدا أمام هيجان هجوم الوداد وقد لعبت خبرة هذا الثنائي دورا في ترميم الجانب النفساني لزملائه اذا استثنينا عرافة وبوزقرو اذن طوى زملاء حسان البجاوي لقاء الوداد وعادوا بعثرة جديدة في منافسات الكأس العربية بعد عثرة ملعب جويلية بالجزائر. مما يجعل المهمة شاقة وصعبة خلال المحطات الثلاث المتبقية فهل يقدر روبيم على الابحار بالسفينة البنزرتية الى الدور الثالث؟ أم يتوقف الحلم العربي الذي طار بالبنزرتيين الى حد الدور الثاني وتدخل هذه المشاركة العربية أرشيف الفريق كما دخلت المشاركة السابقة في نفس هذه المغامرة قبل ثمانية مواسم حينما بلغ الفريق الدور نصف النهائي في منافسات احتضنتها المملكة العربية السعودية.