ما قاله السيد جوزيف بلاتر رئيس الجامعة الدولية لكرة القدم وهو يغادر التراب التونسي يزيد في اقناع العالم بأن هذا البلد الصغير جغرافيا كبير بأحلامه وهمّة رجاله وان هذا الوطن الآمن له قدرة عجيبة على مسابقة الزمن ومغالبة المستحيل وبالتالي لا غرابة في ترشح تونس لاحتضان اكبر تظاهرة كروية عالمية. زارة جوزيف بلاتر الى تونس رافقتها نقطة ضوء عملاقة اكد من ورائها ان الباب مفتوح على الآخر امام التنظيم الليبي التونسي المشترك وأن تجربة كوريا الجنوبية واليابان قد تعاد متين خاصة ان الدولتين المؤهلتين لهذا الانجاز التاريخي تجمعها اكثر من نقطة التقاء بداية بالدين والعروبة وصولا الى التاريخ والجغرافيا وتقارب العادات والتقاليد... ومن هنا جاء كلام جوزيف بلاتر بلسما لكل المشككين في حق تونس وليبيا في احتضان العالم سنة 2010... واذا اعتبرنا ان كلام رئيس الجامعة الدولية محسوب هذه الايام بدقة عجيبة نؤكد بالتالي انه ليس «كلاما فارغا» وهو الذي وقف شخصيا على تقاليدنا الراسخة في التنظيم وقدرتنا على تأمين كل ظروف النجاح اضافة الى استقرارنا الأمني وصحة بنيتنا الاساسية للرياضة وهي معطيات لابد ان تتوفر لدى كل راغب في كسب التحدّي والوصول الى الامتياز. نعود مرّة اخرى لنقول ان ما اكد عليه جوزيف بلاتر وهو يغادر تونس يعتبر مؤثرا جدا في اعمال اللجنة التنفيذية التي ستصدر قرار تعيين البلد المنظّم لكأس العالم 2010 وبالتالي فإن موقع تونس وأملها مع شقيقتها ليبيا في التنظيم المشترك ثابت ولن تزعزعه ما ينثره الاخرون هنا وهناك بدعوى ضحالة نسبة الاختيار... ونقولها صادقين انه ولو وصلت هذه النسبة الى 1 فإننا متشبثون بها بأظافرنا ومنها نراهن على كسب التحدي. «الشروق» فتحت نافذة مع بعض الوجوه الرياضية عندنا نطل منها على الباب الكبير للامل الذي فتحه جوزيف بلاتر قبل ان يغادر تونس يوم الاربعاء. * السيد حمودة بن عمار (رئيس جامعة الكرة): اكد السيد حمودة بن عمار رئيس جامعة الكرة حول زيارة بلاتر الاخيرة لبلادنا، بان رئيس الفيفا لم يغلق باب الترشح المشترك مثلما اعلن ذلك في الندوة الصحفية وأفادنا بأن رئيس الفيفا يتعاطف بصورة خاصة مع تونس، رغم انه يبقى طرفا محايدا في المسألة. وسألنا رئيس الجامعة اذا كان بلاتر قد افشى شيئا بصورة شخصية فيقول: «ما اعلنه بلاتر في الندوة الصحفية هو نفس الكلام الذي قاله لنا بصورة شخصية وتبقى اهم اشارة اوحى بها، هي ضرورة ان تكون كأس افريقيا للامم 2004 مثالا في حسن التنظيم، حتى تكون مرآة لقدرة تونس على التألق في التنظيم وتدعيم سمعتها الطيبة في هذا المجال». * الاستاذ عماد المسدّي (كاتب عام النادي الصفاقسي): ما قاله جوزيف بلاتر يؤكد السمعة الطيبة التي تحظى بها بلادنا على الصعيد العالمي وشهادة اخرى على مكانتها سواء من الناحية التنظيمية او على مستوى مشاركاتنا قاريا واقليميا وعالميا. صحيح ان رئيس الجامعة الدولية لكرة القدم لم يؤكد بصفة قاطعة على التنظيم المشترك بين تونس وليبيا لنهائيات كأس العالم 2010 لكنه في المقابل اطلع على المنشآت الرياضية عندنا بما فسح له المجال للحديث عن امكانية حصولنا على هذا الشرف... وشخصيا لا أرى اي بلد افريقي جاهز من الناحية التنظيمية لاستقطاب العالم سنة 2010 وبالتالي حسب رأيي ان التنظيم المشترك يبقى الحل الانسب للجامعة الدولية وللبلدان ايضا لأنه على افريقيا كسب الرهان على صعيد التنظيم ثم ان التقارب الجغرافي والتاريخي بين تونس وليبيا يجعلهما الافضل لمثل هذا التحدّي وهذا الانجاز التاريخي. * حسين بن حسين (عضو بمستقبل المرسى): إن عوامل عديدة تعمل لصالحنا لنجاح ملف ترشحنا لتنظيم كأس العالم 2010 وأذكر من بينها الاستقرار السياسي والأمني الذي تمتاز به بلادنا بشهادة الملاحظين وكذلك توفر البنية التحتية الممتدة من الشمال الى الجنوب والفنادق ووسائل الاتصال. ولا ننسى موقف رئيس الدولة ذاته من الرياضة التي يوليها عناية موصولة ويتجلى ذلك في المشروع الذي تقدم به مؤخرا لدى منظمة الاممالمتحدة وفاز باعجاب الملاحظين في العالم كما ان الزيارة التي أداها رئيس الفيفا اول امس الى بلادنا من شأنها ان تدعم موقفنا في هذا الشأن وحتى العامل المناخي يعمل لصالحنا باعتبار أن كأس العالم تدور في طقس ملائم ببلادنا. وأملي كبير في ان يحظى ملفنا بالتأييد لا سيما انه بين ايدي اشخاص اكفاء.