أكّد السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل أن الأولوية المطلقة ستسند إلى النقل الجماعي وبصفة أخصّ للنقل العمومي خلال السنة المقبلة. وذكر الوزير الذي كان يردّ على أسئلة النواب في الجلسة البرلمانية لمساء أمس أن النقل الحضري يتوزع حاليا على 60% للنقل الفردي مقابل 40% للنقل الجماعي فيما تنزل حصة هذا الصنف من ا لنقل بين المدن إلى 35% مقابل 65% للنقل الفردي. ويهيمن قطاع اللواج على صنف النقل بين المدن بنسبة 20 وهو ما يجعل حصّة الحافلات في حدود 10% (من جملة 35%) وحصة السكك الحديدية في حدود 5% فقط. وقال الوزير إن هذه المؤشرات تعكس بوضوح تقلص حصة النقل الجماعي خصوصا بمنطقة تونس الكبرى والتي كانت في حدود 68% سنة 1996 ونزلت إلى 40% حاليا. وسنعمل على العودة بهذه الحصة إلى مستوى 50% في أفق 2016 كما أذن بذلك رئيس الدولة كما ستسند الأولوية لقطاع النقل الحديدي الذي يتوقع أن يؤمن نقل 31 مليون مسافر على الخطوط الضحوية في موفى العام الجاري. وأضاف وزير النقل أنه يتم دعم الشركة الوطنية للسكك الحديدية سنويا بمبلغ 100 مليون دينار لإعادة تأهيلها وتنظيمها وتمكينها من تركيز بنية أساسية تحقق ربطها بالطرق السيارة وبالأصناف الأخرى من أنماط النقل وحتى تتمكن من تقديم ضمانات بالجودة وبالسعر والوقت المطلوب. وكشف السيد عبد الرحيم الزواري من جهة أخرى عن جملة من الاختيارات التي تم التوصل إليها بعد دراسة معمّقة لتخفيف الوضع وتحسين ظروف النقل بمنطقة تونس الكبرى تتعلق أساسا بايجاد خطوط سريعة للحافلات وقد بدأ العمل في هذا الاتجاه فضلا عن احداث شبكة حديدية سريعة وواسعة تحقق الربط بين وسط العاصمة وبرج السدرية هذا الخط الذي ستنتهي كهربته في مفتتح السنة القادمة وتربط أيضا العاصمة بكل من منوبة والمنيهلة وفوشانة والمحمدية وسيدي حسين السيجومي. كما تشمل الاختيارات أيضا تهيئة الخطوط الحديدية بالساحل وتهيئة سكة نقل البضائع والفوسفاط بالجنوب. وأفاد الوزير على صعيد آخر ان استغلال المطار الجديد بالوسط الشرقي سيبدأ في موفى سنة 2005 أو مفتتح 2006 وستشهد السنة القادمة بالتوازي انطلاق الدراسة المتعلقة بميناء المياه العميقة. وتطرق من ناحية أخرى إلى موضوع السلامة في وسائل النقل التي قال إنها تدعمت بعديد الاجراءات لكنها تحتاج إلى انخراط المواطن للحفاظ على التجهيزات والمكتسبات مشيرا الى ارتفاع حجم الاضرار التي لحقت وسائل النقل جراء الاعتداءات على الكراسي والنوافذ والتي أسفرت عن خسائر هامة بلغت 500 ألف دينار سنويا بالنسبة الى شركة السكك الحديدية ونحو 16 ألف دينار بالنسبة الى شركة النقل بتونس. وبخصوص ظاهرة الاكتظاظ في أوقات الذروة أبرز وزير النقل ان شركة النقل بتونس تؤمن يوميا نقل 1 مليون و500 ألف مسافر منهم 1 مليون و100 ألف عبر الحافلات وقال ان الشركة تخصص 900 من مجموع 1080 حافلة لنقل المسافرين في أوقات الذروة لكن تبقى مسألة الاكتظاظ مطروحة في اطار برنامج تحسين جودة النقل. وأفاد السيد الزواري ان الوزارة طلبت من مختلف المنشآت العمومية لوضع برامجها حتى تكون سنة 2005 سنة الجودة الكاملة في النقل كما أوصى بذلك الرئيس بن علي.