لم يكن الشهيد حسن نصرالله، يتمنى غير هذا الطريق الذي سلكه ورفاقه على درب تحرير فلسطين، والدماء الزكية التي سالت في لبنان كما في فلسطين و كل ارض عربية هي دماء ثمينة، ومهر فلسطين و الأقصى. طريق فلسطين ارتقى فيها آلاف الشهداء و في مقدمتهم زعماء وقادة و رجال ميدان لم يتوانوا عن تقديم ارواحهم فداء لفلسطين. رحل ناصر وهو يسعى إلى بناء مصر قوية صامدة في وجه الصهيونية و الاستعمار الغربي، وعلى مشنقة الإعدام الصهيو أمريكية كانت آخر كلمات الشهيد صدام حسين هي تحيا فلسطين، ومن لبنان إلى سوريا إلى كلّ شبر في الأرض العربية، لم تكن امام المجاهدين سوى راية فلسطين و حلم النصر و الحرّيّة. ولكن الحريّة لا يمكن إلا ان تكون حمراء، وهذه الدماء التي تقدّم على مذبحها هي القربان الذي لا بد منه لينسحب الغربان من فلسطين. ما لايستطيع العدو الصهيوني فعله هو اقتلاع الفكرة، فكرة فلسطين من عقول الشعوب الحرة و من قلوبهم. صحيح أنه الآن في عنوة سطوته و عنجهيته و احتمائه بالشيطان الأكبر من جهة وبأنظمة الخيانة العربية الذين لا ترتقي مرتبتهم عند الصهيوني و الأمريكي سوى ذلك العبد الذليل و الخسيس الذي يساس فيقاد، وصحيح أن العدو الآن يستبيح الأرض العربية من شرقها إلى غربها، لكن ذلك لن يطول لأن روح المقاومة، راسخة في الوجدان و لن يتم اقتلاعها. وان هذه القوى المقاومة ولاّدة بحيث يخرج منها قادة أشد شراسة و اشد تمسكا بالتصدي لمشروع الصهاينة. وحزب الله كما حركة حماس و الجهاد وغيرها من حرّاس فلسطين، هي حركات قادرة على إعادة إنتاج خير خلف لخير سلف. وحلم الصهاينة بأنهم باغتيال نصر الله سينهون الفعل المقاوم فهم مخطئون و كل من راهن و دعم نصرهم ، لن يجني سوى الهزيمة و الانهيار و الخزي و العار. ارتقى نصر الله كما ارتقى قبله إسماعيل هنية و أحمد ياسين و العشرات من القادة العظام في جبهة المقاومة ، ولكن فلسطين انتجت يحيى السنوار، و قادة بررة يلقنون العدو الصهيوني درسا في الشموخ والإباء ليس له مثيل، ومن قلب الجنوب اللبناني سيظهر قائد جديد سيواصل مسيرة التحرير الكبرى. فطوفان الأقصى الذي انطلق في السابع من اكتوبر، لن يتوقف قطاره بارتقاء السيد حسن نصر الله، بل إنه سيزداد زخما و قوة و إصرارا على دحر العدوان. كمال بالهادي
