حذرت أرقام دراسة حديثة من أن الظروف غير المناسبة للموظفين يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع الناتج المحلي العالمي. وقالت دراسة أجراها معهد غالوب الأمريكي إن المشاعر اليومية السلبية للموظفين وافتقارهم إلى الرفاهية يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بمشاركتهم في الاقتصاد بما يخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 9%. وإذا تم أخذ هذه النسبة بعين الاعتبار، في خصوص تونس، فإن الكلفة السنوية الناجمة، في هذا الصدد، في مراكز العمل تناهز نحو 13 مليار دينار باعتبار ان اجمالي الناتج المحلي السنوي يقدر بالأسعار الجارية للسوق بقيمة 144 مليار دينار، وفق آخر إحصائيات البنك المركزي التونسي. وفي تفاصيل دراسة غالوب، فإن انخفاض مشاركة الموظفين يكلف الاقتصاد العالمي 8.9 تريليون دولار، أو 9% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويتضمن التقرير نتائج استطلاع عالمي سنوي أخير، والذي شمل 128.278 موظفًا في أكثر من 140 دولة العام الماضي. ووجد هذا الاستطلاع أن ما يقرب من 20% من العاملين على مستوى العالم أفادوا بأنهم يشعرون بالوحدة أو الغضب أو الحزن بشكل يومي. ويقول 41% في المتوسط أنهم يشعرون بالتوتر. وأولئك الذين من المرجح أن يقولوا أنهم يشعرون بالوحدة هم العمال الأصغر سنا (22%)، والموظفون الذين يعملون عن بعد كامل اليوم (25%)، وأولئك الذين شعروا بالانفصال عن العمل%31) ) . وعلى الرغم من أن العمل ليس دائما هو السبب وراء المشاعر اليومية السلبية للشخص، فإنه لا يزال يتعين على أصحاب العمل القلق. فمن ناحية، أشار تقرير غالوب إلى أنه عندما يجد الموظفون عملهم وعلاقات العمل ذات معنى، يرتبط العمل بمستويات عالية من المتعة اليومية ومستويات منخفضة من جميع المشاعر اليومية السلبية. ومن الجدير بالذكر أن نصف الموظفين المنخرطين في العمل إيجابيون في الحياة بشكل عام. في المقابل، وجد الباحثون أن "الموظفين الذين لا يحبون وظائفهم يميلون إلى الشعور بمستويات عالية من التوتر والقلق اليومي، بالإضافة إلى مستويات مرتفعة من جميع المشاعر السلبية الأخرى، وعدم المشاركة بنشاط في العمل يعادل إحساس كونك عاطلاً عن العمل". وتُعرّف مؤسسة غالوب الموظف المنخرط بأنه شخص "منخرط بشكل كبير في عمله ومكان عمله ومتحمس له"، وقال التقرير "إنهم أصحاء نفسيا، يدفعون الأداء والابتكار، ويدفعون المنظمة إلى الأمام". لكن نسبة من قالوا إنهم غير متداخلين ارتفعت بنسبة 3 نقاط مئوية عن العام الماضي لتصل إلى 62%، وهؤلاء هم الموظفون الذين يوصفون بأنهم "غير مرتبطين نفسياً بعملهم وشركتهم". ونظرًا لعدم تلبية احتياجاتهم للمشاركة بشكل كامل، فإنهم يخصصون الوقت وليس الطاقة أو الشغف في عملهم. من ناحية أخرى تباينت نتائج المشاركة والرفاهية في كل منطقة من المناطق العشر التي شملها استطلاع غالوب، وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة وكندا، على سبيل المثال، أظهرتا أعلى نسبة للموظفين المشاركين (33%) بين جميع المناطق التي شملتها الدراسة، وثالث أعلى نسبة للموظفين المزدهرين (53%)، بعد أستراليا ونيوزيلندا (60%) وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (54%)، لكن الولاياتالمتحدة وكندا احتلتا أيضا المرتبة الثانية بين الموظفين الذين يعانون من الإجهاد اليومي (49%)، مباشرة بعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (%52)وعلى النقيض من ذلك، أظهرت أوروبا أدنى مستوى من مشاركة الموظفين (13%). وسجلت منطقة جنوب آسيا أدنى المستويات من حيث وصف الموظفين بأنهم مزدهرون بشكل عام (13%)، واحتلت بلدان أوراسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي المرتبة الأدنى من حيث الإجهاد اليومي (%19) الأخبار