تحمل اسامي عربيّة وتنطق بلسان عربي والعاملون فيها هم من ابناء الوطن العربي الذي كان يوما ما يتغنّى به من المحيط إلى الخليج واصحابها عرب ويدفعون لها من التمويلات ما لا يحصى ولا يعدّ ولكنه رغم كلّ ذلك فهي عبريّة الهوى، وعلى مدار أكثر من ثمانية أشهر تنفث سموم الحقد والكراهية تجاه قطاع غزة وتجاه كل نفس مقاوم يستهدف الكيان المحتلّ. هي ليست قنوات تلفزية فقط بل هي مواقع الكترونية وصحف كانت إلى ماض غير بعيد تعد مرجعا في الصحافة المكتوبة العربية، غير أنّها هذه "الأفاعي الإعلامية" غيّرت جلدها بعد خرافة الاتفاقيات الإبراهيمية، والتي بلغ الأمر ببعض السياسيين "الإبراهيميين" أن دعوا حتى إلى تغيير الإسلام دينا ونهجا ثقافيا وحضاريا من أجل خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، الذي رفع نتنياهو ملامحه في سبتمبر الماضي عندما أشار إلى تلك الخريطة التي تعكس التمدد الصهيوني في ما يسمى إسرائيل الكبرى، قبل أن يأتي حدث 7أكتوبر ويقلب الطاولة على الجميع. نفهم إذن أن هذه الوسائط الإعلامية المختلفة، إنّما يقع تجنديها لتؤثر في الرأي العام العربي وتقدّم الصهاينة على انهم ضحايا حماس وتحاول أن تطمس حقائق جرائم الحرب المرتكبة التي أثبتتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. ولأنها قنوات محترفة وذات إمكانيات هائلة، فإنها تمتلك قدرات شيطانية على صياغة الخبر الغزاوي بما يشي بهزيمة المقاومة وتيئيس الأهالي من الصمود والترويج للمبادرات الأمريكية والقول إن إسرائيل لا يمكن هزمها، وهذه كلها سياسة إعلامية متصهينة تعبر عن هوى عبري طاغ على انظمة عربية، سبق وأن تورطت في تدمير العراق واحتلاله وتدمير سوريا وليبيا واليمن ولا يمكن تصنيفها في الخلاصة إلا انها أذرع إعلامية معادية للحق الفلسطيني ومعادية لأي روح تحرر إنسانية. وفي ما يخص الشأن اللبناني غير المنفصل عن الشأن الفلسطيني، تقود ذات الوسائط حملات شيطنة لحزب الله وللمقاومة اللبنانية برمتها وتروج لمستقبل تراه قريبا يتمثل في تصفية حسن نصر الله واجتثاث المقاومة من ارض لبنان، بما يعني عودة لبنان إلى حضن الأنظمة الخاضعة والمطبّعة . ما لم يدركه اصحاب هذه الوسائط، أن كل أموالهم وكل مساعيهم لن تقود إلاّ إلى خرابها لأن المواطن العربي البسيط يعرف طريقه إلى فلسطين جديا ويرى زعماءه التاريخيين والحاليين جيّدا وهو لا يثق في غيرهم. ولهؤلاء نقول أيضا إنّ مشغليهم من لوبيات الإعلام الغربي قد استنفدوا كل طاقاتهم من أجل تزييف الحقيقة في المجتمعات الغربية، ولكن شمس الحقيقة سطعت في أمريكا وأوروبا وارتجت معاقل الصهيونية فيها كما ارتجت في كل أنحاء العالم، فلن يكون اصحاب الأصفار أكثر قدرة منهم على تغيير مسار التاريخ الذي يولد من جديد بعيدا عن الخضوع والتطبيع. كمال بالهادي