قضية "أنستالينغو".. رفض جميع مطالب الإفراج عن المتهمين    الجزائر: أكبر محطة لإنتاج الكهرباء تبدأ التشغيل الجزئي    مع الشروق .. مأزق سياسيّ شائك في فرنسا    أولمبياد 2024: ألفة الشارني أكبر مشارك في الوفد التونسي وجميلة بولكباش أصغرهم    أولا وأخيرا ..زقزقة و«زيقزاق»    عاجل/ استشهاد 7 مواطنين إثر قصف قوات الاحتلال الصهيوني لجنوب قطاع غزة    هام/ برنامج الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي: 11 عرضا دوليا و7 عروض تونسية..    العالية: غلق محل لبيع اللحوم الحمراء بسبب الترفيع في الأسعار    الزغفراني تؤدي زيارة تفقد غير معلنة الى مستودعات نقل تونس    سوسة تستعد لكرنفال أوسّو    صفاقس: تأمين سفرات إضافية عبر الحافلات نحو هذه الشواطئ    الترجي الرياضي ممنوع من الانتدابات    نبيل عمار يستقبل السفير الجديد لدولة قطر بتونس    أنس جابر تتراجع إلى المركز ال15 عالميا    هكذا علّق حمّة الهمامي على صعود اليسار في الانتخابات الفرنسية    إصابة 23 عاملة بمصنع في انقلاب سيارة نقل جماعي بهذه الجهة    وكالة مراقبة تغير المناخ: 2024 قد يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم.    الصحة العالمية تحذر : هذه المادة تسبب السرطان لدى البشر    تونس:القبض على شخص محل 06 مناشير تفتيش ومحكوم بأكثر من 8سنوات سجن.    نهاية الأسبوع الماضي: إنقاذ 15 شخصا من الغرق بشواطئ هذه الولاية    ميناء جرجيس: وصول الرحلة الثانية المخصّصة لتأمين عودة أبناء تونس بالخارج على متنها 2228 مسافرا    عاجل/ شركات طيران أمريكية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب الإعصار بيريل..    رياضة : فتحي الزوينخي يضمن تأهله إلى الألعاب البارالمبية باريس 2024    تطوير منظومتي التعليم التقني والمهني محل نقاش في البرلمان    المنصري : بإمكان المترشحين للانتخابات الرئاسية الانطلاق من اليوم في مسار تجميع التزكيات    البنك المركزي التونسي يطرح ثلاث قطع نقدية جديدة للتداول    البريد التونسي يصدر طابعين بريدين حول الرياضة في البحر الأبيض المتوسط    اليوم : إنطلاق التسجيل في خدمة الحصول على نتائج التوجيه الجامعي للمترشحين لدورة المتفوقين في البكالوريا    سياسات البنك المركزي التونسي المتعلقة بالتضخم تحتاج إلى معالجة ملف الطاقة بدل التركيز على الاستهلاك    نابل: اندلاع حريق بمنزل    كادت تقتل ابنتها/ تفاصيل صادمة تنشر لأول مرة عن اعتداء حسام حبيب على شرين بالضرب..    بايرن ميونيخ يعلن التعاقد مع الجناح أوليسي من كريستال بالاس    عاجل : الملاكم العالمي جون سينا يُعلن خبراً صادماً    تونس : الخسائر المالية لعمليات التّحيل لشركات التأمين لسنة 2023 بلغت 80 مليون دينار    وفيات في انهيارات أرضية بإندونيسيا    هام/ هكذا سيكون الطقس ودرجات الحرارة طيلة هذا الأسبوع..    بداية من اليوم إلى غاية 10 جويلية: فتح باب الإختيارات من جديد للالتحاق بالمدارس الإعدادية النموذجية.    الحماية المدنية : في يوم واحد... 6 وفيات و359 إصابة    فرنسا: تحالف اليسار يفوز ب186 مقعدًا في البرلمان    رادوكانو آخر لاعبة بريطانية تودع ويمبلدون للتنس    منزل بورقيبة .. وفاة شاب وإصابة آخر إثر حادث مرور    أخبار النادي الصفاقسي ...انفراج في أزمة الملعب    مهرجان المنستير الدولي في دورته 51 .. الفلسطينية ناي البرغوثي... في الافتتاح    حين تسأل «سوزان التونسية» بأي سبب..رقصت..؟!    الدولة ... والوطن    دشّن احداها سعيد يوم أمس...محطات تحلية المياه ستوفر ربع حاجيات تونس المائية    طبيب أردني يحذر من مرض قاتل يهدد المملكة    أولا وأخيرا...الشبّ والسواك الحار    أزمات صفاقس تحتاج اجتماعات طارئة وعاجلة على أعلى مستوى……منية العرفاوي    قابس: رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح محطة تحلية مياه البحر بالزارات    لأوّل مرّة في السعودية: نساء يشاركن في تغيير كسوة الكعبة    أكثر من 47 ألف مخالفة اقتصادية خلال النصف الأول من 2024    مختصة: تناول الخضر الخضراء يُساعد على مُجابهة مشكلة احتباس الماء في الجسم    إفتتاح الأيام التنشيطية بكرنيش شط القراقنة صفاقس    تسجيل أول إصابة بمرض حمى غرب النيل في الضفة الغربية    ذكريات راس العام العربي…..شفيق بن بشير غربال    الإدارة العامة للمصالح البيطرية تحدث خلية أزمة لمتابعة مرض الجلد العقدي عند الابقار وحماية القطيع بالبلاد    مساء اليوم: رصد هلال بداية السنة الهجرية الجديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق .. فلسطين... كاسرة الطغاة والغزاة والجبابرة !
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2024

على مدى التاريخ جرّب الطغاة والغزاة والطامعون مع فلسطين... لكأنها مغناطيس يجتذب الطامحين إلى لعب دور ويجتذب الامبراطوريات التي تنشد الهيمنة والتوسع. وعلى مدى التاريخ كانت فلسطين بمدنها وقلاعها وجدرانها بمثابة الصخرة التي يتكسر عليها الغزاة وينكسر عليها الطغاة. وإذا كان الغزاة والطغاة والمحتلون لا يقرؤون التاريخ ولا يستفيدون من عبره ودروسه فالذنب ذنبهم وليس ذنب فلسطين.
ويذكر التاريخ القريب أن الفرنجة حضروا بجيوشهم وأساطيلهم يقودهم ريتشارد قلب الأسد إلى سواحل فلسطين ليتلقوا هزيمتهم القاصمة على يد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين (1187م). ثم جاء الدور على التتار الذين أغراهم تحطيم بغداد بالتمدد عبر سوريا وفلسطين فمصر لتتحطم رؤوسهم في عين جالوت على يد القائد الاسلامي سيف الدين قطز (1260م).. ليأتي الدور على حملة نابليون لينتحر هذا الأخير على أسوار عكا (1799).. ومازالت فلسطين تستهوي الغزاة الطغاة والطامعين ومازالت تكسرهم واحدا بعد آخر وتحيلهم إلى مزابل التاريخ.
آخر الغزاة والطغاة كان الصهاينة.. الصهاينة الذين خطط الغرب وهندس ليزرعهم في قلب الوطن العربي ليكونوا بمثابة القوة التي تشطره إلى نصفين وتحوّل دون توحده وتطلعه إلى لعب الدور الاقليمي والدولي الذي هو به جدير. فلقد درس الغرب مليا وجديا شخصية العربي وسيكولوجية الشعوب العربية.. وأحاط بكل تفاصيلها قبل أن يتداعى قادته في مؤتمر «بانرمان» (لندن 1905) الذي خططت خلاله 6 دول غربية لزرع كيان غريب على أرض فلسطين ليقوم بمهمته الوظيفية المذكورة وليكون بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة على أرض فلسطين وفي قلب الشرق الأوسط وفي قلب سرّة العالم ومفتاح طرق تجارتها الدولية ومعابرها ومضائقها.. وعندما جاءت الهدية للصهاينة لم يرفضوها.. بل لقد أغراهم دعم الغرب اللامحدود وبخاصة دعم بريطانيا ثم دعم أمريكا بالتمدد والتمطط ليضعوا أيديهم على كامل الجغرافيا الفلسطينية وعلى أجزاء من دول الجوار العربي.. بل وليتطلعوا بعد ذلك إلى ما يسمونه «إسرائيل الكبرى» التي تمتد من النيل إلى الفرات وقد أغراهم في ذلك ضعف العرب وتشظيهم بين خائن منبطح وبين ضعيف مطبّع وبين رافض بلا حول ولا قوّة..
في نهاية المطاف آلت الأمور إلى نتنياهو الذي كان يحلم بإطلاق دولاب «إسرائيل الكبرى» انطلاقا من إعادة بسط سيطرته على قطاع غزة التي كان سلفه شارون قد اطلق عليها وصف «عش الدبابير» وهو يهرب منها عام 2005.. لكن حلمه سرعان ما تحول إلى كابوس مرعب.. حين باغتته فصائل المقاومة الفلسطينية ذات 7 أكتوبر 2023 ب«طوفان الأقصى».. الذي بات يتهدده مصير هولاكو وريتشارد قلب الأسد ونابليون وباقي الغزاة والطغاة الذين حدثتهم أنفسهم وأحلام اليقظة بالتمدّد داخل فلسطين.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023 والمقاومة الفلسطينية تسومه وتسوم آلته الحربية وعساكره سوء العذاب.. وهي ما فتئت تلحق به الهزيمة تلو الهزيمة إلى أن وضعته في النهاية على حافة الانهيار الكبير وعلى حافة الهزيمة المدوية.. هزيمة انكسار واندحار واندثار الكيان كطليعة للمشروع الصهيوني وكرأس حربة للهيمنة الغربية على الشرق الأوسط وعلى منطقتنا العربية.
ومازال نتنياهو يتلقّى الضربات القاصمة والنكسات من هزائم ومن استقالات ومن حل لما سمّي مجلس الحرب ومازال شعب الجبارين ورجال الله في المقاومة الفلسطينية يمرغون أنفه في أوحال غزّة.. وما زال الخناق يضيق عليه ليضعه أمام مصيره المحتوم: هزيمة مذلة وانكسار مدو واستراحة أبدية في مزابل التاريخ ليلقى نفس مصير من سبقوه من الطغاة والجبابرة.
عبد الحميد الرياحي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.