تحت شعار "زلوز اللمة"، تقام الدورة الثالثة لمهرجان "الزلوز"، ، أيام 17و18 و19 فيفري الجاري بالفضاء الثقافي برج القلال بصفاقس، وذلك ببادرة مشتركة من جمعية التراث وأصحاب البناءات العتيقة، وجمعية احباء الفنون التشكيلية، وجمعية أحباء الفنون الموسيقية الناشطة بالفضاء الثقافي برج القلال. ويطمح مهرجان "الزلوز" وفق ما افادت به مديرة المهرجان ، نجلاء الرقيق، مكتب /وات/ بصفاقس على هامش الندوة الصحفية التي انعقدت اليوم الثلاثاء، لتسليط الضوء على هذه التظاهرة الثقافية، "الى دعم وتعزيز ملف تسجيل الحلويات الصفاقسية ضمن لائحة التراث العالمي، وذلك من خلال كل ما يتضمنه المهرجان من فعاليات تثمن البعد الثقافي لشجرة وثمرة اللوز وابراز الدور الذي كانت تلعبه في العلاقات الاجتماعية والعيش المشترك او ما يعرف ب"اللمة" والتواصل الاجتماعي بجهة صفاقس". ويفتتح المهرجان يوم 17 فيفري الجاري، بالمسابقة الأولى للحلويات التقليدية التي أختير لها محور "بقلاوة الزلوز بزيت الزيتون وقشور البرتقال "، يليها سامبوزيوم "فن الجسد" شعاره "قصتي مع شجرة اللوز"، باعتبار انه "لا يمكن الحديث عن الفن دون جسد" وفق ما أفادت به رئسية جمعية أحباء الفنون التشكيلية ببرج القلال، نائلة المهيري. وستفتتح اثر ذلك ح قرية شجرة اللوز التي تتضمن حوالي 30 عارضا فنيا في مجال المنتجات المحلية الأصيلة ومستحضرات التجميل والصناعات التقليدية في علاقة بشجرة اللوز وثمرة اللوز، اضافة الى تدشين المعرض الفني "قصتي مع شجرة اللوز" فضلا عن العروض الموسيقية ابرزها عرض "الحضرة" الفولكلوري لماهر الكراي، وعرض "نوستالجيا باند" صحبة الفنانة عزيزة بيار، وعرض "ايقاعات" لحرقوف، وذلك بالفضاء الثقافي، وذلك بالفضاء الثقافي برج القلال. ولن يقتصر برنامج المهرجان على جانب العرض في قرية شجرة الزلوز والتسويق لثمرة اللوز ومشتقاها التي ستكون فرصة لحرفيي الجهة للتواصل وعرض منتوجاتهم طيلة ايام المهرجان، حيث سيشهد اليوم الثاني للمهرجان تنظيم ندوة علمية تؤثثها مجموعة من المختصين، حول "المنظومة الإقتصادية للوز في تونس"، حيث ستبحث هذه الندوة العلمية، التي ستشهد عرض شريط وثائقي يستعرض علاقة اهالي صفاقس بشجرة وثمرة اللوز ودوره في الروابط الاجتماعية وذكريات زلوز اللمة في علاقة بالابراج في صفاقس، وتاريخه ومحطاته وتثمينه ومشاكل قطاع اللوز كما سيتم تسليط الضوء على اهمية هذه الشجرة في التراث اللامادي وفي ترسيخ مفهوم اللمة وتحقيق جودة الحياة"، وفق ما افاد به رئيس جمعية التراث واصحاب البناءات العتيقة، فائز القرقوري. وسيكون للاطفال نصيب في برمجة مهرجان الزلوز ، حيث يتضمن اليوم الثاني ، مسابقة ثانية للحلويات حول "اللمجة الصحية للاطفال" وورشات تنشيطية للاطفال لتلمس ومحاكاة شجرة وثمرة وعجين اللوز، بالفضاء الثقافي برج القلال، وذلك قبل السهرة الموسيقية التي سيؤثثها الفنان، زياد الزواري، بالمسرح البلدي . وقد اثار عدد من ممثلي وسائل الاعلام في تدخلالتهم، عقب هذه الندوة الصحفية حول مهرجان الزلوز ، عديد المسائل ابرزها ضرورة العمل على على ان يتخذ المهرجان بعدا دوليا من اجل تثمين والتسويق سياحيا لهذا الارث الثقافي اللامادي لشجرة وثمرة اللوز، والاهتمام بالمشاكل التي يعترضها الفلاحون بشكل خاص وشجرة اللوز بصفة عامة بجهة صفاقس جراء نسبة ملوحة الماء في الجهة، وايلاء اهمية لمسالة تقييم الدورات السابقة للمهرجان لتلافي النقائص من جهته، دعا مندوب الشؤون الثقافية بصفاقس، مراد عمارة، الى ضرورة ايلاء مهرجان الزلوز الدعم والعناية اللازمين حتى بكون نقطة من النقاط المضيئة في مدينة صفاقس يذكر ان جهة صفاقس تؤمن 30 بالمائة من الناتج الوطني من اللوز كما ان المساحة الفلاحية المخصصة لأشجار اللوز بجهة صفاقس تمثل 87 ألف هكتار، علما وان هذه المساحة تأتي في المرتبة الثانية بعد المساحة الفلاحية المخصصة لاشجار الزيتون بصفاقس. وبفضل هذا ا لانتاج ، تحتل تونس المرتبة الثامنة عالميا في إنتاج اللوز بحوالي 52 الف طن، ويصل انتاج الشجرة الواحدة إلى 20 كغ مع طاقة انتاجية تصل إلى 50 سنة. لذلك فإن فلاحة اللوز تتطلب عناية خاصة بالشجرة وكذلك تجديدا متواصلا للغراسات من جيل إلى آخر. وتزهر شجرة اللوز في أواخر الشتاء لتضفي على حقول وأجنة صفاقس منظرا رائعا باللونين الالبيض والوردي. ثم تثمر بداية من شهر مارس لتعطي اللوز الاخضر الذي يعشق اكله الصفاقسية خاصة منهم الصغار. وللوز الأخضر طعم خاص يختلف بحسب الانواع بين الحموضة والحلاوة ولعل ألذها هو لوز "المغزاز"، الذي يأكل بقشرته. وتنضح ثمار اللوز في فصل الصيف ويحبذ جمعه في آخر جويلية وأول شهر أوت قبل هطول الامطار لأنها قد تتسبب في إفساد ثمر اللوز. وتمر عملية جني ثمرة اللوز عبر ما يسمى لدى الصفاقسية ب"تطميش" اشجار اللوز ثم التجميع، والتقشير، وتجفيف اللوز المقشر تحت اشعة الشمس قبل ان يتم بيعه او خزنه حسب الاستعمال، وآخر مرحلة قبل الاستعمال هي التكسير بالمهراس لدى اغلب عادات العائلات الصفاقسية. ومن ثمرة اللوز تصنع أشهر انواع الحلويات الصفاقسية الذيذة ابرزها "البقلاوة" و"الملبس" و"البجاوية" و"الطواجن" و"كعك اللوز" و"كعك الورقة" فضلا عن "الهرسة الحلوة" والحلو العربي الذي عادة ما يكون محشوا باللوز مثل "الدرع" و"الحمصية" و"الدرعية" و"الابيض" ومقروض "الاسمر"