من كان يتصور ان العالم سينسى كورونا بعد ساعة واحدة من دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية وكأن كورونا لم تكن ، اذ منذ 24 فيفري الماضي وشاشات العالم ومواقع التواصل الاجتماعي لا تنقل إلا مجريات المعارك ومشاهد الدمار ونزوح اللاجئين في اوكرانيا. ماذا لو كانت الحرب في بلد آخر غير اوكرانيا هل سينسى العالم كورونا بهذه السرعة ؟ قد ينسى العالم كورونا وضحاياها ، وربما ينسى كذلك حرب روسياواوكرانيا وضحاياها ، ولكنه من الصعب ان ينسى الحرب الاعلامية الضروس الدائرة الان بين روسيا والغرب بخصوص الحرب في اوكرانيا ، والتي ربما استطاعت ان تنسي العالم جائحة كورونا ، اذ لم تعرف البشرية في تاريخ حروبها حربا اعلامية مثل التى نتابعها اليوم في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالخصوص. ولعل البارز والجديد في هذه الحرب هو دخول ما يعرف بال " السوشال ميديا " مثل " تويتر " و" يوتيوب " في المعركة وهو ما لم يكن متوفرا في الحروب السابقة. وتتمثل اهمية وقوة هذا السلاح الجديد ، مقارنة بالاسلحة التقليدية القديمة مثل التلفزيون والراديو ، في قربه من الناس وقدرته على التأثير في سير المعارك من خلال ما يبثه من اخبار وصور وخطابات ، سواء كانت صحيحة او مضللة ، وذلك بهدف التأثير على الرأي العام العالمي وتوجيهه وكسب تعاطفه والحاق الضرر بالطرف المقابل. ولهذا السبب أعلنت إدارة موقع "يوتيوب" مثلا عزمها حظر قنوات "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" في أوروبا . كما أعلنت شركة "تويتر" أنها ستضع علامة خاصة على المحتوى الذي تنشره وسائل الإعلام والمواقع المرتبطة بالحكومة الروسية . وقالت إنها "لن توصي بالتغريدات التي تتضمن مقالات" من هذه المواقع . واعلنت المفوضية الأوروبية من جهتها عن عزم الاتحاد الأوروبي حظر بث RT و"سبوتنيك" الروسيتين في دول الاتحاد الأوروبي. قد ينسى العالم هذه الحرب الاعلامية مثلما نسي ، او بالاحرى انسوه ، جائحة كورونا ، ولكنه لن ينسى سقطة الغرب الكبرى في هذه الحرب وهي ازدواجية الخطاب في ما يتعلق بالحريات وانتهاك حرية التعبير والاعلام في تعامله مع الاعلام الروسي والاعلام الذي لا يخضع لمصالحه . محسن عبد الرحمان