أسير رغم ثورتي وجنوني وأحلامي الضائعة في أزقّة الاحزان... أسير رغم ضعفي وعجزي لالتقاط سعادة من فوق أرصفة الحياة... أمشي طويلا بدون أكسجين في سراديب آلامي رغم سواد الجدران العالية والضياع في ذلك الصقيع المميت. تمزّقني... وتحرقني شظايا الحمم المتناثرة من براكين الألم، تدمرني قافلة وحوش الليل الكاسرة فينتابني دوار اليأس في عمق وجودي... ألوك ظملة سراديبي المقفرة السرمدية، أبكي، فأرقص رقصة الألم، رقصة الضياع والاحتراف، أبكي بصمت، يدمرني حبي اليك واندفاعي الى مرافئ غرورك ورمالك المتحركة... فسجنك الأجوف سيدي يعصرني بين جدرانه وأسواره المسيجة بالاشواك، يخنق الابتسامة في صدري ويغتال زهور البنفسج وشقائق النعمان... سجنك يعذّبني، يشل فكري فترحل عني الكلمات، وتنتحر بين اصابعي الحروف... فتجرّني أشلاء المعاني، تسبقني صدى خطواتي اليك، كطنين نواقيس الموت فوق جثث أوراقي وأقلامي وبقايا زفراتي... أسير نحو المجهول، تدفعني تساؤلات جراحي النازفة المتعفنة عن معنى الحب في قاموس الجنس الخشن، المستبدّ، المتعسّف... تسألني مسافات حبّي المتحضر عن جواز سفري في جزيرة وشواطئ غفلت عنها زوارق الصيادين والطيور البحرية... اصمت طويلا، مرتدية ستائر رعبي منك الحبيس بين حنايا اضلعي وبين صفحات صدري الملتهبة والمهترئة. ينتابني خوف كالأخطبوط، فأصرخ مستنجدة بك فتنتحي الصرخات في داخلي، وألمحك تقهقه، تفوح من عيونك رائحة الذئاب النتنة وتشع من عينيك أساليب مكر الثعالب... خذ عني قيودك سيدي، ودع الزهور تنمو على ضفاف أودية احزاني علّها تعود الفراشات وتشدو البلابل... ودع ألوان قوس قزح تزين شواطئي المقفرة فتعود عرائس البحر وقصور الاصداف، وغابات المرجان لتدمّر تلك الاسوار المخيفة واسري في زنزانات شهريار. * سليمة السرايري (تونس) ---------------------------------------------------------------- **البوم وأنا والخريطة غرّد البوم علينا ذات فجر أو مساء قد نسيت استوى، عندي، الزمن من فرط ما اشتد الزمن كيف غرّد...؟ قد نسيت فوق، عربات، القطار تحت أقدام الحمار حول، حول، بين، بين، غرّد ألبوم علينا معلنا خبرا سعيدا... استعدّوا للقفار ثم طار أين، طار قد نسيت ربّما طار وحطّ بينهم وبيننا حيث، هناك فوق، أكتاف الحدود تاركا أهل المدينة في شرود شاردين، هاربين، من، القيود الى قيود... لعنة الله عليك أيّها البوم الحسود أيّ. لعنه؟ لا تلمني قد نسيت قد نسيت ما تبقّى من بقايا كربلاء أيّ فصل، نحن فيه هذا صيف أم شتاء لم أعد أعرف جنسي ومن أكون، ومن أنا هل، من إناث، الرجال أم من ذكور النساء الحال، في ألأجناس، جهرا أقولها قد استوى، أيّها البوم أعدها لو تُغرّد سوف أعطيك لساني، كي، تقول، ما تشاء لا،لا،لا،لا،لا نغرّد ليس لي سوى لساني... قد نسيت! * حسين الغربي (بوسالم) -------------------------------------------------------------- **انتظار تعالى... أرقد فوق جروحي... اطويني كما تطوي رسائلي اليك... افتح صدرك واغرسني لتمتد جذوري فيك... تعالى... نرحل معا الى قمم البحار... الى عمق جرحي... لتحسّ بوجعي... أغلق أنفك كي لا تشتم رائحة حزني... فامنحني... لحظة... أخيرة أقول... ما يعتريني... سأنتظك... سألبس الصبر... وأتعفّن في انتظارك... * يسرى البجاوي (واد المرج بنزرت) ------------------------------------------------------------- **بداخلي امرأة بداخلي... وليس بداخلي امرأة تعزف على أوتار قلبي تدغدغني... تداعبني... تحركني قطة سكر في فنجان قهوة ما أجمل أن أذوب لتترشفني بداخلي وليس بداخلي امرأة تشغلني... تقلقني... ترهقني أكتبها فلا تكتب أرسمها فلا تسرم بداخلي وليس بداخلي امرأة تتصفحني... تبعثرني... تمزقني يا ليتها تقرأني وفي راحتيها كتابا تحملني. * ناجح شرود (سيدي بوسعيد) ---------------------------------------------------------------- **جروح في الرّوح * الاهداء: الى روح أبي الطاهرة ذكرى اللهيب... تشتد ولعا كلما راودني الحنين... ههنا أموت وحيدا على عتبات الأسى لاصبح يفطم ليلي الحزين... قبلتي الفراغ وذاكرتي بباب تشكل ملامح جدبي لا أستطيع المكوث في مكان واحد... مبعثر أنا... مهدم أنا... كبناية أنهكتها الحروب، متجهّم الوجه تلف قلبي الخطوب أنيس فؤادي ما عاد يسلّي العمر ويزيح فراغي الترهيب... الى أين أمضي أنا الغريب * عبد المجيد الرزقي (دار الشباب القباعة وادي الليل) ---------------------------------------------------------------- **ردود سريعة * مروى منصور كركر: «الحلم» ننتظر أفضل منها دمت صديقة لواحة الابداع. * فوزي بن حمد سجنان: «رحلة شوق» تكشف عن موهبة تجعلنا ننتظر نصوصك الجديدة، مرحبا بكل مساهماتك. * رياض تونس: «صفقة» فيها نفس شعري ننتظر منك نصوصا أخرى ودمت صديقا «لواحة الابداع». * جمال بن يوسف سوسة: «نداء الى الحرية» ننتظر أفضل منها، دمت صديقا لواحة الابداع.