حذّرت الباحثة بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار أسماء حمزة من تناول الأسماك النافقة الملقاة على الشواطئ أو التي تطفو على سطح البحر. «الشروق» مكتب صفاقس وأضافت الباحثة أن الأسماك «الحية والموجودة بذات المكان يمكن تناولها، مشددة على ضرورة اقتناء الأسماك من المسالك المراقبة". وأضافت الباحثة أسماء حمزة ل»الشروق»، أن ظاهرة نفوق الأسماك وتلوّن البحر وانبعاث روائح كريهة تعود إلى ظهور علق يحرص على Karenia selliformis يفرز بعض السموم لضمان خلو مكانه من بقية الكائنات البحرية بإفراز هذه السموم. وهو ما يتسبب في تسميم الكائنات البحرية والقضاء عليها. وهي ظاهرة عالمية تعاني منها حاليا كل من اسبانيا وكاليفورنيا بأمريكا. وأكدت أسماء حمزة أن ولاية صفاقس تنظم اليوم الأربعاء لقاء تقييميا يتم فيه عرض آخر نتائج التحاليل المجراة في الغرض لتقديمها للمستهلك – عن طريق وسائل الإعلام – بشكل دقيق دون تحريف أو تقليل من الخطورة أو تهويل. كما بيّنت أسماء حمزة أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة في بلدنا. ولا تقتصر على جهة دون أخرى. وقد تم تسجيلها لأول مرة سنة 1935 بجزيرة قرقنة ثم في سنتي 1988 و1994 ببعض السواحل التونسية، مشيرة إلى أن بنك المعلومات لدى معهد علوم وتكنولوجيا البحار يبيّن أن ظاهرة تكاثر العلق النباتي ليست جديدة في بلدنا. ومن ناحيتها أكدت وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيّد البحري في بلاغ لها أن الخرجات الاستكشافية والتحاليل المخبريّة للمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار متواصلة للوقوف على أسباب ظاهرة المدّ الأحمر (لون داكن إلى وجود مسطحات زيتية) والنفوق الجماعي للأصناف البحريّة بسواحل خليج قابس خاصة بالمناطق التالية: بوغرارة، والزارات، وقابس، ووادي المالطين، وصفاقس، وقرقنة، واللوزة والعوابد والشابة. وأضاف البلاغ أن المُعاينات الميدانية والنتائج المخبرية بالاستئناس بالمتابعات والدراسات السابقة للمعهد منذ سنة 1994 أثبتت أن هذه الظاهرة تتزامن مع تكاثر العلق النباتي (طحالب مجهريّة) من نوعيّة selliformis karenia بصفة فائقة (أكثر من مليون خليّة في اللتر الواحد). ويعرف هذا العلق بإفرازه سموما تتسبّب في إفناء الخلايا الدموية والفتك بالأسماك واصطباغ لون المياه بلون هذه الطحالب. كما أفادت الوزارة بأن الأصناف البحرية الحيّة المُصطادة في الأماكن التي ينتشر ويتكاثر فيها هذا العلق النباتي لا تُشكل خطرا على صحّة المستهلك. وتحذر من تناول الأسماك النافقة أو المصابة المُلقاة على الشواطئ نظرا الى تعفنها. وكانت سواحل ولاية صفاقس قد سجلت في الفترة الأخيرة نفوق عدد كبير من الأسماك والرخويات بدوار اللواتة وقرقنة. وهو ما تناولته «الشروق» في عدد أمس ناقلة تشكيات البحارة من هذه الظاهرة التي تهدد موارد رزقهم.
