رفض الإفراج عن المتهمين في حادثة رفع العلم التركي فوق مبنى "الشيمينو"    عاجل: البحرية التونسية والفرنسية تجريان مناورات بحرية مشتركة    تونس تبحث مع البنك الأفريقي للتنمية دعم إحداث مدن جديدة كبرى    توزر: وضع حجر الأساس لإنجاز المحطة الشمسية الفولطاضوئية    ارتفاع عائدات صادرات المنتجات الفلاحية البيولوجية ب9.7 بالمائة    تونس تشتري 225 ألف طن من القمح في مناقصة دولية    محكوم ب100 سنة سجنا: وزير جزائري سابق يطالب فرنسا برفض تسليمه إلى سلطات بلاده    Xiaomi تطلق واحدا من أفضل هواتف أندرويد    15 قتيلا نتيجة انهيار مبنى في سيراليون    "هآرتس" تكشف تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي للاتفاق مع "حماس" الذي قدم إلى الولايات المتحدة    "ليس تصرفا رجوليا يا إيلون".. قديروف يوجه رسالة قاسية لماسك بسبب "سايبر تراك"    بطولة إفريقيا لكرة اليد: المنتخب الوطني يفوز على نظيره الليبي    وزارة الشباب والرياضة: لا وجود لمنتخب وطني تونسي في اختصاص "البادل"    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    أمطار متفرقة في هذه المناطق    طقس اليوم الجمعة    ثامر حسني يفتتح مطعمه الجديد...هذا عنوانه    تحذير طبي: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في إفريقيا    الصيدلية المركزية : تونس تستعد لدخول مجال الأدوية البيولوجية    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يؤدّي زيار إلى مؤسّسات الخدمات الجامعية بولاية بنزرت    مصادر أمريكية: إسرائيل خططت على مدى 15 عاما لعملية تفجير أجهزة ال"بيجر"    جدة لامين جمال توجه رسالة للمغاربة الغاضبين    وفد الملعب التونسي يصل إلى وهران و 22 لاعبا في مواجهة اتحاد العاصمة    حكايات من الزمن الجميل .. اسماعيل ياسين... الضاحك الحزين(1 /2)...العاشق الولهان... والحبّ من أول نظرة !    كظم الغيظ عبادة عظيمة...ادفع بالتي هي أحسن... !    والدك هو الأفضل    منح اعفاءات عمرية للترسيم بالسنة الأولى من التعليم الاساسي    علٌمتني الحياة ...الفنانة العصامية ضحى قارة القرقني...أعشق التلاعب بالألوان... وتشخيص نبضات المجتمع    كلام من ذهب...مهم لكل الفئات العمرية ... !    تعيين ر م ع جديد للتلفزة التونسية    عائدات صادرات التمور ترتفع..    بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لدعم التغطية الصحية الشاملة    اقصاها في صفاقس: كميات الامطار المسجلة بولايات مختلفة    عاجل/ تقلبات جوية الليلة: الحماية المدنية تحذّر وتتخذ هذه التدابير    هام/ المتحور الجديد لكورونا: د. دغفوس يوضّح ويكشف    وضع حجر أساس إنجاز المحطة الشمسية الفولطاضوئية بولاية سيدي بوزيد    رئيس الدولة يعرب خلال لقائه مع وزير الثقافة والسياحة العراقي عن تطلعه لتطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الثقافي    الخطوط التونسية تعلن عن إلغاء رحلاتها من وإلى العاصمة المالية باماكو    عاجل :وزير الشباب و الرياضة يحل جامعتين تونسيتين    مسرحيتا "شكون" لنادرة التومي ومحمد شوقي بلخوجة و "مقاطع" لفتحي العكاري ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي    إنقاذ مركب تعطل قبالة سواحل المنستير وإجلاء 28 مجتازا    قابس: تراجع ملحوظ لصابة الرمان    المركز الثقافي الدولي بالحمامات دار المتوسط للثقافة والفنون يحتفي بالذكرى 50 لرحيل مؤسس دار سيباستيان    رحلة 404 المرشح الرسمي في سباق الأوسكار    مستقبل قابس يتعاقد مع الحارس علي الفاطمي ويمدد عقد اللاعب محمد عزيز فلاح    المنتخب التونسي يقفز 5 مراكز في التصنيف الشهري للفيفا    سلمى بكار رئيسة للمكتب التنفيذي الجديد للنقابة المستقلة للمخرجين المنتجين    في نشرة متابعة للرصد الجوي: أمطار غزيرة تصل الى 80 مليمترا بهذه المناطق    بطاقة ايداع بالسجن ضد المعتدي على طبيب في قسم الاستعجالي بالمنستير    بنزرت:حجز حوالي 82,5طن من الخضر وإعادة ضخها بالمسالك القانونية    الخارجية الفلسطينية تطالب بتنفيذ فوري لمشروع قرار معتمد من الأمم المتحدة..    التمديد في آجال استقبال الأفلام المرشحة للمشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة    حادث مرور قاتل بالطريق السريعة الجنوبية..وهذه التفاصيل..    الكاتبة العامة للفرع الجامعي للبلديات بالقيروان "وفاة والدة موظفة بلدية القيروان بعد دخولها في غيبوبة"    بانتظار كلمة نصرالله اليوم.. حزب الله يتوعد إسرائيل ب"عقاب خاص على هجمات البيجر"    "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"...الفة يوسف    التهاب القصيبات الحاد للأطفال ...وزارة الصحة تقدت توصيات للأولياء    مصر.. التيجانية تعلق على اتهام أشهر شيوخها بالتحرش وتتبرأ منه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صراعات داخل هيئة الانتخابات ... لمصلحة من «يُناور» بفون ؟
نشر في الشروق يوم 10 - 06 - 2019

توترات ،وصراعات ، وانقسام وحملات تشويه ..ومعطيات تنخر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من الداخل ،لعب رئيسها دورا أساسيّا فيها ممّا يدفع الى طرح استفهام جوهري حول إمكانية تحويل وجهة عملها والسطو على قرارها .
تونس الشروق:
صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ،ومدونون ،وأعضاء سابقون في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يتناقلون بشكل مُكثّف محاولة أطراف حزبية السطو على هيئة الانتخابات ودفع عدد من أعضائها الى الاستقالة . وينتصرون إلى رئيس الهيئة نبيل بفّون واصفين إيّاه «برجل الدولة « الذي يقف ضد مؤامرة تستهدف تقويض مسار الانتقال الديمقراطي في تونس . كل هذا لم تُصدر الهيئة ولو بيانا توضيحيّا يضع النقاط على الحروف ويوضّح للرأي العام التونسي حقيقة ما يحدث داخل الهيئة .
انقسام مجلس الهيئة
حقيقة الأمر تتمثّل في أن مجلس هيئة الانتخابات يشهد منذ فترة ،وتحديدا منذ تجديد أعضائها وانتخاب أعضاء جُدد ،خلافات حادة مما جعله ينقسم الى «أنصار بفّون « وباقي المجلس . ويدفع أنصار بفّون إلى تمكين الرئيس من نفوذ أوسع وصلاحيات أكبر من التي منحها إياه القانون المُحدث لهيئة الانتخابات ، في حين تتمسّك المجموعة الثانية بأن كل ما يمكن أن تُمارسه الهيئة من مهام يخضع لتنصيص دقيق وفصول واضحة لا تخضع للتأويل . بدأ الخلاف من هذه النقطة ليمتد إلى تفاصيل أخرى . فالمجموعة التي وقفت على طرف نقيض لنبيل بفّون فوجئت أكثر من مرة بالزج بأسماء عناصرها في سياقات عدّة لا علاقة لها بها ،مثل الحديث عن ضغط حزبي يُمارس على هذه المجموعة لتقدّم استقالتها من الهيئة ،إضافة إلى التشهير بها والادعاء بأن لها انتماءات حزبية في حين يفرض القانون المُحدث للهيئة أن يكون أعضاء الهيئة مستقلّين ،أما عن التصويت الحزبي داخل البرلمان لهذه العناصر حتى تتمكن من عضوية الهيئة فهو ينسحب على نبيل بفون مثلما يشملها .
مدير قاعة العمليات
انطلقت الحملة ضد كل من نبيل العزيزي، وعادل البرينصي، وسفيان العبيدي وبلقاسم العياشي. حيث تواترت أسماؤهم في كل ما يُكتب عن الهيئة . ثم امتدت الى رضا الميساوي وهو مدير قاعة العمليات الخاصة بالتسجيل للانتخابات . فهذا الشخص الذي حقّق نجاحا باهرا بتحقيق مليون و 300 الف مسجل جديد في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة أصبحت تطاله سهام التشويه والزج باسمه في ملفات لا علاقة له بها ، بعد أن تردّد إسمه كانتداب ناجح في الهيئة ومُرشّح لعضويتها أو الحصول على موقع قيادي فيها . سلسلة من الحملات التي امتدت منذ فترة واتخذت نسقا تصاعديّا في الفترة الأخيرة وحلقات من التدوينات والنصوص التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، لم تشمل سوى المجموعة التي دخلت في خلافات مع رئيس الهيئة نبيل بفّون وهو ما جعل أصابع الاتهام توجه اليه بشكل مباشر خاصة ان العناصر التي كتبت عن تفاصيل الاجتماعات المغلقة والجلسات الرسمية داخل الهيئة تُعرف بقربها من بفّون وعلاقتها الوثيقة به ،يُضاف هذا الى عدم نشر رئيس الهيئة نبيل بفون اي توضيح رسمي عما يتم نشره من تشويه للهيئة يمكن ان يعمّق أزمة الثقة في عملها .
شبهة سياسية
خارج سياقات ما يحدث داخل الهيئة من خلافات وإمكانية تأثير ذلك على العملية الانتخابية التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة ،برزت داخل الهيئة معطيات أخرى أشد خطورة. فالخلاف بين رئيس الهيئة نبيل بفّون وباقي الأعضاء لم يعد مجرّد خلاف تقني اداري. بل امتد الى ما هو أخطر فالهيئة شهدت مؤخرا عملية انتخاب حاول من خلالها الأعضاء حسم ملف حزب حركة نداء تونس في ما يتعلق بالانتخابات الجزئية لبلدية باردو. وكان موضوع التصويت حسم ملف الشرعية القانونية إما لقائمة مجموعة الحمامات التي يتزعمها سفيان طوبال او لصالح مجموعة المنستير التي يتزعمها حافظ قائد السبسي . وبعد التصويت لصالح مجموعة سفيان طوبال ( 5 أعضاء مقابل 4) قام رئيس الهيئة بإلغاء النتيجة وتمزيق الوثائق مطالبا بضرورة إحالة الملف الى المحكمة ،بالرغم من أن بعض الأعضاء طالبوا منذ بداية الجلسة بضرورة إحالته الى القضاء لكنه رفض ذلك .
واجب البرلمان في التحقيق
خروج الملف من السياق التقني الإداري الى ما يشبه الشبهة السياسية ، التي أصبحت أقرب الى اليقين بالنسبة الى عدد من أعضاء الهيئة ،يجعل الامر أكثر خطورة في ظل محاولة تحويل وجهة حقيقة ما يحدث داخل الهيئة الى حديث عن عزم مجموعة بعينها تقديم استقالتها . وهذا الامر يدفع الى ضرورة عقد جلسة حوار مع رئيس الهيئة وأعضائها في البرلمان وحسم هذا الملف نهائيا وغلق الباب امام محاولة توظيف الهيئة لصالح أي حزب في الانتخابات التشريعية او مرشح للانتخابات الرئاسية . ولا يمكن في هذا السياق التعويل على أي مؤسسة أخرى باستثناء البرلمان باعتبار أن النصوص التشريعية أسست لرابط قانوني بين الهيئات الدستورية ومجلس نواب الشعب .
*استمالة قرار الهيئة
لا يمكن السطوة على قرارات الهيئة في علاقة بتغيير نتائج الانتخابات لكن يمكن استمالة قرارها في علاقة بالحملات الانتخابية وسبر الآراء ، وتجاوز الهيئة عن اخلالات أحزاب معينة في الحملات الانتخابية وعدم معاقبتها يجعلها تستفيد بشكل مباشر وغير مباشر من الهيئة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.