تونس (الشروق) يقع جامع حمودة باشا ب 23 مكرّر نهج سيدي بن عروس على مُستوى التّقاطع مع نهج القصبة ومُحاذيا لزاوية سيدي الكلاعي ورابطة الجمعيّات القرآنيّة وضريح الشيخ أحمد بن عروس. أسّس هذا الجامع الأمير حمودة باشا في القرن 17 ميلادي وتحديدا سنة 1655 ميلادي بغاية مزيد نشر المذهب الحنفي وتوسعة قاعدة أتباعه وتوفير جامع يحتضنُ صلواتهم وعباداتهم وذلك في منافسة لجامع الزيتونة المعمُور. وحفاظا على سلامته المعمارية وتواجده وقع ترميمه سنتيْ 19601961 وهو معلم مرتب بتاريخ 13031912 ويُعتبر جامع حمودة باشا من أهمّ المعالم الدينيّة بمدينة تونس وضواحيها وشغل أول خطيب به المفتي محمد الأزهري وتبعه في ذلك أقدر العُلماء والفقهاء وأشعّ في محيطه ليكون مركز إلتقاء الوجهاء والعامّة على حدّ السّواء . ويتميّز جامع حمودة باشا المرادي بالفخامة المعمارية التي لبّت رغبات المؤسّس وأحفادهُ وإجلالا لهذا المعلم وتربته الطاهرة تتواجد قبور البايات المراديين وأبنائهم. وشيّد هذا الجامع بدمج عدد من الأنماط المعماريّة على غرار المغربيّة - الأندلسيّة والأوروبيّة إلى جانب التأثير العثماني وأخرى محليّة تجلّت فيها قُدرات المهنيين والحرفيين. ويتكوّن جامع حمودة باشا من بناية تبرز فيها عظمة فن العمارة الإسلاميّة بساطا وأركانا وتقسيما وعُلوّا ويمسح الجامع حوالي 370 مترا مربعا ويتميز بصومعته. التي تطلّ على المدينة العتيقة وأحوازها وترتفع على علوّ بحوالي 20 مترا. هذا إلى جانب مداخل أربعة وأقواس دائريّة وصحن الجامع وشرفة وغيرها من الممرّات والفتوحات التي تسهّل الإنارة والتهوئة . ويتميّز الجامع بأعمدة من المرمر والرّخام الملوّن وتيجان متناسقة وبسقف خشبي منقوش وبيت صلاة تعتبر أصل الجامع والتي تحيط بها الفروع في تجانس معماري متفرّد. ولازال الجامع يُحافظ على بريق مظهره في تحدِّ لمرور أكثر من ثلاثة قرون ونصف مضت وكذلك على إشعاع رسالته الدينيّة.