مكتب قفصة (الشروق) الحضارات المتعددة والمتعاقبة على مدينة قفصة خلفت تنوعا في إرث العادات والتقاليد التي تبرز ازدهار كثير من الحرف والمهن والصناعات التقليدية لعل أشهرها نسيج الاغطية والسجاد القفصي الذي حقق شهرة واسعة وكثر حوله الاعجاب والتنويه من الزائرين والرحالة على غرار ليون الافريقي سنة 1515 وشهادة البكري في القرن 12 وشهدت صناعة الاغطية الصوفية خصوصا في القرن 19 ازدهارا نشيطا على مستوى التنوع الصناعي والترويجي بأسواق ولايات الجنوب الشرقي والوسط والشريط الحدودي الجزائري وتشتهر جهة قفصة بعدة انواع من الاغطية والانسجة لعل اهمها الكليم البطانية الحولي الفراشية والبخنوق وتتميز هذه الانسجة بتزويقات ورسوم واشكال هندسية ذات جمال خيالي وفي الحقبات القديمة استعمل الحرفيون في اعداد انسجتهم على مواد اصلية طبيعية من الصوف والقطن واخرى خاصة بالتلوين المتأتية من اصول نباتية ومعدنية وعوضت في العصر الحديث بأخرى كميائية ذات اسعار مرتفعة ساهمت في ارتفاع الكلفة والتسويق وفي أوائل القرن العشرين عرف النسيج القفصي مسيرة جديدة على ايدي ‹›النساج الفنان›› حميدة وحادة (1926-2001) الذي اضاف ابداعات فنية اصيلة وعصرية اعطت للسجاد الفني التونسي خصوصية في الاسواق العالمية وحرص» معلم» الصناعات التقليدية بجهة قفصة على نشر «فنونه» وعصرنة تغييراته بين الحرفيين لضمان ديمومة القطاع بالاعتماد على التجديد التفاعلي الحركي بعيدا عن تقليدية الديوان الوطني للصناعات التقليدية التي احدثت سنة 1959 وطيلة قرابة الثلاثين سنة ساهم الفنان حميدة وحادة في انجاز عديد النماذج واللوحات والاعمال التي بقيت اثرا فنيا الى جانب مساهمته في تكوين مدرسة لها طابعها الفني المميز التي تواصل بمشارفها السير على قوة الارادة لمواصلة «مقامات» الابداع النسيجي لحميدة وحادة التي اهدت منتوجاته للضيوف الاجانب من قبل مسؤولية الدولة.