في بيت متواضع من بيوت بني هاشم في مكةالمكرمة كان يتكدس 10 أبناء : الأب أبو طالب او عبد مناف كان سيّدا مبجلا بين سادة قريش رغم فقره. فقد كان ثريا بمعاني الشرف والكرامة والشجاعة والشهامة.. أما الأم فهي فاطمة بنت أسد وهي أيضا هاشمية.. في ذلك البيت الهاشمي الشريف ولد ذلك الفتى الصغير الذي ستطلق عليه أمه إسما سرعان ما يغيّره والده. فقد نزل من سيصبح عليا الى الدنيا في غياب والده لتتولى والدته تسميته. وقد اختارت له من الأسماء حيدرة أوحيدر تيمنا بلقبها «بنت أسد» عساه يكون شجاعا مقداما قويا مثل الأسد. لكن وبمجرد عودته يعمد الأب أبو طالب التي تغيير اسمه ليصبح علي بن ابي طالب واسمه الكامل: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مضر بن مالك بن النضر. وجاءت على قريش سنوات عجاف ساءت معها ظروف أبي طالب وهو يكابد لإطعام عياله العشرة وزوجه وانتبه المصطفى بفطنته وحرصه على تجسيد معاني الرحمة والتآزر فعرض على عميّه العباس وحمزة وكانت ظروفها المادية متيسّرة ان يعرضا على عبد المطلب ان يدفع اليهم ثلاثة من أبنائه ليخففوا عنه أعباء إطعامهم والانفاق على إعالتهم. أجابهم الى طلبهم شرط ان يتركوا له عقيلا الذي يحبّه حبّا كبيرا. فأخذ العباس طالبا وأخذ حمزة جعفرا وأخذ محمد صلى الله عليه وسلم عليا وكان عمره وقتها 6 سنوات تقريبا وهي نفس السن التي أخذه فيها أبو طالب من أبيه عبد المطلب عند وفاة أبيه. وبذلك تيسّر العناية الإلهية للطفل علي ان ينشأ في كنف الرسول ويتربى في حجر المصطفى مع السيدة خديجة. وبذلك يكون قد تنشأ في بيت النبوة وتشبّع بأخلاق النبوة وترعرع على منهاج النبوة. فكانت نشأته رضي الله عنه سليمة من أية شائبة نقية من كل شرك، طاهرة من كل دنس لكأن العناية الإلهية أرادت تهيئته لمقادير كبرى ولأمانة عظيمة سيحملها بشرف واقتدار وأية رسالة أعظم من معاضدة النبي ومعاونته على نشر الرسالة والوقوف في وجه كفار قريش ومن مواجهة بطش رموز الشرك والغطرسة والكفر في تلك الظروف الصعبة والدقيقة. وإلى حلقة أخرى