تونس (الشروق) تواصل جمعية سنا سفيطلة للتنمية الثقافية والاجتماعية، التحضير للدورة الثانية من مهرجان الأيام الرومانية بسبيطلة، والتي ستلتئم في الفترة الممتدة من 16 مارس القادم ، إلى غاية 18 مارس 2019. وأبرزت رئيسة جمعية سنا سفيطلة للتنمية الثقافية والاجتماعية ومديرة المهرجان ضحى بوترعة أن الدورة الثانية من المهرجان ستنتظم تزامنا مع منتصف شهر مارس، و ستستضيف فنانين تشكيليين وشعراء من المغرب والجزائر ومصر والعراق وكردستان العراق، وسيتضمن أنشطة ثقافية وعروضا متنوعة، ستعيد الاعتبار لهذا المهرجان الذي كانت تنظمه الدولة في التسعينات وترصد له ميزانية آنذاك تبلغ 120 ألف دينار، على حد قولها. وأكدت محدثتنا أن الدورة الثانية من مهرجان الأيام الرومانية بسبيطلة تنتظم بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وبالتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقصرين، ومندوبية السياحة ودار الثقافة سبيطلة وجمعية كن صديقي وبلدية سبيطلة، مشددة على حرص جمعية سنا سفيطلة من خلال مهرجانها، على تثمين الموروث التاريخي والحضاري لولاية القصرين. وتهدف التظاهرة حسب مديرتها إلى إبراز العمق التاريخي للجهة، والتعريف بمواقعها الأثرية وتنشيط الحركة الثقافية والسياحية بها، فضلا إلى إدراج المدن والمواقع الأثرية ضمن المسلك السياحي الوطني، والترويج للصناعات التقليدية، بالإضافة إلى ربط علاقات وعقود شراكة مع جهات وطنية وأجنبية ومحاولة تنشيط الحركة الاقتصادية. وعن برنامج الدورة الثانية قالت مديرة المهرجان، إن الافتتاح سينطلق من دار الثقافة سبيطلة من خلال تنشيط لماجورات الجهة ومعرض صور فوتوغرافية للمواقع الأثرية بولاية القصرين ومعرض للفنون التشكيلية وعرض راقص لطلبة المعهد العالي للمسرح والموسيقى بالكاف يجسد ملحمة سفيطلة، عنوانه «الأميرة سفيطلة ابنة جرجير»، ثم عرض شريط وثائقي عن المناطق السياحية بسبيطلة من إخراج السينمائي العراقي حيدر مجهول، يليه ندوة تاريخية للتعريف بالمدن الأثرية بالقصرين. كما تنظّم جمعية سنا سفيطلة للتنمية الثقافية والاجتماعية بالتعاون مع مركز تونس للسياحة ندوة فكرية حول آفاق السياحة بولاية القصرين لتختتم هذه الندوة بتنظيم أمسية شعرية تقدّم خلالها قراءات شعرية لقصائد وملاحم مترجمة رومانية قديمة لتكون سهرة اليوم الأول مع فرقة وترية من الجهة. وفي اليوم الموالي ينطلق الموكب الملكي الروماني في اتجاه الموقع الأثري، من ساحة الفنون بسبيطلة وتحديدا من أمام القوس الروماني، من خلال موكب يضم عربة الملك جرجير والأميرة سفيطلة وعرض لفرسان العبادلة السبعة وعرض لجنود الرومان والعبيد وصولا إلى الموقع الأثري الذي يحتضن مجموعة من الورشات على غرار ورشة صناعة البلغة الخاصة بالصحراء التونسية من مدينة دوز وورشة صناعة الجلد في العهد الروماني القديم لحرفيي مدينة دوز، وورشة الفسيفساء الخاصة بحرفيي سبيطلة،وورشة لصناعة ملابس العبيد. ومن أبرز ما سيقدم من عروض أيضا في الدورة الثانية للمهرجان، حسب محدثتنا، عرض «بلاد ألف حكاية وحكاية» وذلك في الموقع الأثري «المعابد الثلاثة»، وهذا العرض مدعم من الصندوق الوطني للتشجيع على الإبداع الأدبي والفني، وهو عرض يحكي عن الحضارات التي تداولت عليها جهة القصرين من خلال لوحات تنطلق من حياة الإنسان البدائي، دون أن تنسى «حنبعل» مرورا بالملك جرجير ودخول العبادلة السبعة، وصولا إلى ثورة علي بن غذاهم، وهذه اللوحات، هي تمهيد لجزء ثان من العرض حسب تعبير السيدة ضحى بوترعة، التي أكدت أيضا أنهم جسموا الحياة الثقافية من خلال بعض الأشعار الرومانية القديمة المترجمة.