سماح مفتاح ... بداية لافتةللنظر شاهدت للأسبوع الثاني على التوالي البرنامج الحواري الجديد على شاشة حَنْبعل مع سماح مفتاح التي استضافت محمد الغرياني آخر أمين عام للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل والقيادي في حزب المبادرة الدستورية بعد أن كانت استضافت في الحلقة الأولى الرئيس المؤقت السابق منصف المرزوقي . سماح مفتاح من الجيل الجديد الذي برز في الإعلام السمعي من خلال إذاعة شمس وكانت منذ بدايتها صوتا مختلفا وفي أول تجربة تلفزيونية لها أكدت سماح مفتاح أنها تحمل مشروعا جديا. وقد أثبتت في الحلقتين أنها تعد برنامجها الحواري بحرفية. كما تملك الكثير من شروط المحاور الناجح وأهمها الكاريزما والاستقلالية. فهي تحاور ضيوفها أو على الأقل الى حد الآن دون أن تكون طرفا ودون أن تتخذ موقفا سواء سلبيا أو إيجابيا من ضيفها وهذا أول شروط النجاح . وبهذا البرنامج الحواري السياسي أعتقد أن قناة حَنْبعل ستعود الى سباق المنافسة بعد السبات الطويل الذي لازمته منذ انتهاء الانتخابات الماضية. فسماح مفتاح لم تجامل ضيفها ولم تشيطنه مثلما نرى في أغلب البرامج الحوارية والسياسية. فالذين يقدمون أنفسهم في بعض البرامج وكأنهم يملكون الحقيقة المطلقة ويمنحون أنفسهم شرعية الحكم على الآخرين فيُحوِّلون برامجهم الى برامج محاكمة سياسية ! سماح مفتاح نجحت في محاصرة محمد الغرياني الذي يعد صندوقا من صناديق أسرار نظام بن علي وخاصة في أواخر أيام النظام وأسرار الساعات الأخيرة. ولكن هل ستستطيع أن تواصل على نفس النسق من الحوارات ؟