تعيش تونس هذه الأيام موجة من البرد القارس وسلسلة من التقلبات الجوية . دفعت بالتونسيين للبحث عن مختلف الوسائل المتاحة لمقاومة البرد والشعور بالدفء. هذه الوسائل تتراوح بين التقليدية كالكانون مستعملين الحطب والفحم وبين الوسائل أو المواقد التي تشتغل ب»القاز» وبين الوسائل العصرية المتمثلة أساسا في أجهزة التدفئة الاكترونية التي تعمل بالغاز الطبيعي والغاز القوارير والكهرباء . هذا الاصرار على طرد الشعور ببرودة الطقس تزامن مع ارتفاع عدد الحوادث القاتلة المنجرة عن الاختناق بالغاز أو «الزنزانة, حيث تطالعنا يوميا حوادث اختناق بالغاز وآخرها ما حصل مع شاب في جهة الشمال الغربي الذي لقي حتفه بعد أن اختناقه بالغاز وهو بصدد الاستحمام. ولا ننسى كذلك ما حصل للطفلين الصغيرين اللذين ماتا بعد أن احترق منزل والدتها بسبب موقد التدفئة... وتتعدد الحوادث التي يمكن استحضارها كلها والسبب دائما هو البحث عن الدفء. هذا الجانب القاتم والسلبي لمختلف وسائل التدفئة المتاحة لعموم التونسيين المتمثل في عمليات الاختناق بالغاز أو الانفجار أو الاحتراق. يرافقه جانب آخر لا يقل تأثيره السلبي على التونسيين وخاصة منهم المنتمين إلى الطبقة المفقرة التي لا تستطيع اقتناء واستعمال وسائل التدفئة بسبب غلاء أسعار الطاقة والغاز. هذا الجانب جعل المخترع الحبيب بونوح يفكر في صناعة جهاز تدفئة آمن مائة بالمائة ويعمل بطاقة زهيدة الثمن مستخرجة من البلاستيك. هذه الطاقة لا رائحة لها ويمكن استعمالها بكل أمان. ولا يتجاوز سعر الكلغ من البلاستيك المعد للتدفئة ال 200 مليم بمعنى أنه موجه بالأساس إلى الطبقة الفقيرة في المجتمع. وقد أشار السيد حبيب بونوح وهو مهندس متقاعد من الشركة التونسية للكهرباء والغار إلى أنه قام بتجربة اختراعه الجديد الذي سيمثل ملجأ الملايين من التونسيين الذين أرهقهم غلاء الطاقة وعدم قدرتهم على اقتناء قوارير الغاز للحماية من البرد والتدفئة. كما شدد على أن اختراعه الجديد آمن جدا ولا يمكن الخوف من استعماله.هذا الاختراع على أهميته مازال ينتظر لفتة من الصناعيين لتبنيه وتصنيعه وبالتالي جعله متاحا للمستهلكين بأسعارزهيدة زهيدةومناسبة. نصائح هامة لعملية تدفئة آمنة مع بدء ليالي الشتاء الباردة والتي تستمر لأشهر طويلة، لا بد من معرفة كيفية التعامل الجيد والحذر مع وسائل التدفئة بأنواعها المختلفة، ليمر فصل الشتاء بأمان دون حوادث تشكل خطرا على حياة الأفراد والعائلات. - اختيار موقع مناسب لوضع المدفأة فيه بحيث لا تعيق الحركة فتكون عرضة للسقوط على قطع الأثاث أو السجاد . - مراقبة الأطفال وتجنب تركهم منفردين واللعب بالقرب من المدافئ . - تجنب وضع المدفأة قريباً من الستائر والمواد القابلة للاشتعال . - عدم استخدام المدفأة لأغراض الطهي أو التسخين أو تجفيف الملابس خاصة بوجود الأطفال حولها. - مراقبة المدفأة باستمرار وعدم الذهاب للنوم وهي مشتعلة خوفا من الحريق أو الاختناق. - الاحتفاظ ببطانية حريق مناسبة وصالحة للاستعمال والتدرب على استخدامها. ومع تعدد أنواع المدافئ المستخدمة خلال فصل الشتاء، ينبغي معرفة كيفية التعامل مع كل نوع بحسب طبيعته، فأثناء استخدام مدفأة "القاز": - يجب عدم ترك مدافئ "القاز" مشتعلة أثناء النوم؛ خوفا من زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، وكذلك زيادة أول أكسيد الكربون السام الذي يحل محل الأكسجين في الدم مؤديا للإصابة بالاختناق. - عدم استخدام مدفأة "القاز" داخل الحمام أثناء الاستحمام، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نسبة الغازات السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق. - الابتعاد عن تعبئة المدافئ بالقاز أثناء اشتعالها؛ فذلك يزيد اللهب بشكل مفاجئ مما يؤدي لنشوب حريق. نصائح للتعامل مع مدفأة الكهرباء - تجنب توصيل المدفئة الكهربائية بالأسلاك المكشوفة والرديئة التي قد تسبب تماساً كهربائيا. - تجنب تحميل الأسلاك والوصلات الكهربائية فوق طاقتها. - يفضل عند اقتناء مدفأة كهربائية اختيار الأنواع التي تفصل عند سقوطها والتي تفي بمعايير الجودة والسلامة. أما عند استعمال مدفاة الحطب يجب - اشعال الحطب في المدفأة خارج المكان الذي تتواجد فيه الأسرة حتى يشتعل بالكامل وينقطع الدخان المتصاعد منه مع ضرورة المحافظة على توفير التهوية المناسبة. - عدم ترك المدفأة داخل الغرفة عند الانتهاء منها وإطفائها خارج المنزل. نصائح للتعامل مع مدفأة الغاز - تفقد الخرطوم الواصل بين الاسطوانة وجسم المدفأة واستبدال مانعة التسرب «الجلدة» مع كل اسطوانة،بالإضافة الى ضرورة التأكد من صلاحية الصمام لان ذلك يقلل من خطورتها. - عند استخدام مدفأة غازية علينا التأكد من عدم تسرب الغاز قبيل إشعالها. والتأكد من إغلاق الاسطوانة جيداً عند إطفائها.