كشف رئيس هيأة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري عبد الرؤوف العيادي أنّ ‹›وزارة الداخلية والنيابة العمومية تعمدتا التغطية على ملف الجوسسة في تونس والذي تورّط فيه الكيان الصهيوني›› وإتهمهما «بالتقاعس مؤكدا وجود أطراف سياسية وديبلوماسية تحرج وزارة الداخلية من اجل قبر الحقيقة. تونس الشروق : وأكّد العيادي خلال ندوة صحفية التامت امس بدار المحامي بباب بنات تورّط ‹›جهة سياسية في إعطاء التعليمات للمدير العام للأمن الوطني انذاك بإطلاق سراح الصحفي الصهيوني «الجاسوس» المتورط في التآمر على أمن الدولة في قضية الزواري وشدد على ضرورة استدعاء المدير العام للأمن الوطني ومدير الأمن العمومي زمن وقوع جريمة الاغتيال و الاستماع اليهما مؤكدا ان الامنيين للاسف مازالوا محكومين بالتعليمات التدخل السياسي ؟ افاد الاستاذ الزواري ان ملف الاغتيال تم تفكيكه من أجل التغطية على تورّط هذه الأطراف، وقد اضر بالملف مشيرا إلى وجود نقاط استفهام كبيرة بخصوص اطلاق سراح بعض الموقوفين في القضية الاستاذ العيادي، وجه ايضا اصابع الاتهام الى رئيس الدولة بالانحياز والتورط في ملف إغتيال الشهيد الزواري و قال ان «الحقيقة محاصرة بفعل التدخل السياسي والدبلوماسي في تونس وهو واضح لان التحقيق معطل و اطراف سياسية متورطة . و لاحظ الاستاذ العيادي أن قضية اغتيال الشهيد محمد الزواري تتعلق بإرهاب دولي وأجهزة مخابرات خطيرة لديها إمكانيات تقنية ومالية متطورة جدا وزارة الداخلية اخفت الحقيقة وتعليقا على الندوة الصحفية التي عقدتها وزارة الداخلية مؤخرا بخصوص قضية اغتيال الزواري اشار الاستاذ العيادي الى انه تم التركيز على الجزء الأول من الملف ولم يتم التطرق الى الجزء الثاني (مازال منشورا على مكتب التحقيق) المتعلق بالصحفي الإسرائيلي الذي دخل تونس وقام بتغطية عملية الاغتيال النكراء. واعتبر الاستاذ العيادي أن وزارة الداخلية تعمدت اخفاء هذه الحقيقة عن الرأي العام. واستغرب الاستاذ العيادي في سياق متصل سبب عدم توجيه الاتهام مباشرة الى الموساد الإسرائيلي ثم قال بلهجة حادة ان الدولة «تخشى « مواجهة الكيان الصهيوني مشيرا الى أن الصحفي الإسرائيلي دخل تونس وتم ضبطه بصدد تصوير أسوار الداخلية وتم تحرير محضر في الغرض لكن لم يتم إضافة المحضر إلى اوراق القضية وهو ما يثير الشكوك. ماذا عن الجاسوسة كوهين؟ في جانب اخر ذكر الاستاذ العيادي أن الصحفي الإسرائيلي دخل تونس تحت رعاية المدعوة «إريس كوهين» وهي من أصول نمساوية صاحبة وكالة أسفار في تل أبيب متزوجة من يهودي من أصول تونسية سارج كوهين وهي من طلبت من شخص يدعى «عماد»( متعاون مع الموساد) استقبال الجاسوس الإسرائيلي بالمطار وتأمين نقله إلى مدينة صفاقس لتغطية عملية اغتيال الشهيد الزواري كما بين انها تترد على تونس بشكل عادي و تتولى تنظيم جميع سفرات اليهود الى تونس. وكشف الاستاذ العيادي أن «اريس كوهين «كانت التقت بآمال كربول وزيرة السياحة السابقة في تونس وقد نسق اللقاء روني الطرابلسي و لاحظ انه لم يصدر منشور تفتيش ضد الجاسوسة ملاحظا انها تتمتع بالحصانة السياسية و الديبلوماسية تونس مقبرة للاغتيالات؟ قال عضو هيأة الدفاع علي بن منصور انه لا يمكن القبول بأن تكون تونس مقبرة لملفات الاغتيالات متسائلا عن مآل قضايا اغتيال كل من خليل الوزير أبو جهاد و أبو إياد و صالح بن يوسف. واستغرب من مواصلة الصمت المريب من السلطات الرسمية التي «تتستر على الجناة بطريقة او باخرى» و دعا في هذا الاطار الى ضرورة تشكيل لجنة وطنية لمساندة هيأة الدفاع لمحاسبة كل الاطراف المتورطة. ومن جانبه اتهم الاستاذ بشر الشابي الدولة التونسية بالتواطؤ في عملية الاغتيال وعاب على رئيس الجمهورية عدم منحه الجنسية لأرملة الشهيد الزواري مقابل منحها للاعبي كرة القدم. واستغرب من سلبية التعامل مع ملف الشهيد الزواري مقارنة بالتحرك في قضيتي الشهيدين بلعيد والبراهمي ثم قال ان الامر طبيعي و متوقع باعتبار ان الاتهام في قضيتي بلعيد والبراهمي كان موجها إلى الإسلاميين في المقابل فان الاتهام في قضية الزواري وجه إلى الكيان الصهيوني. واكد الاستاذ الشابي ضرورة توفر الارادة السياسية لمحاسبة الجناة. ندوة الداخلية .. مهزلة وصفت ارملة الشهيد محمد الزواري الندوة الصحفية التي نظمتها وزارة الداخلية ب»المهزلة» و استغربت بدورها من عدم توجيه الاتهام مباشرة الى الموساد الإسرائيلي. واضافت ارملة الشهيد انه إبان جريمة الاغتيال تم استدعاؤها من قبل باحث البداية وسماعها ورغم ما قدمته من معلومات مهمة خاصة تواجد منقبتين وشخص آخر كانوا يترصدون منزل الشهيد قبل اغتياله الا انه لم يتم التعامل مع تصريحاتها بالجدية اللازمة . و تساءلت ارملة الشهيد ايضا عن سبب اطلاق سراح الصحفية «م ب ح « رغم الشبهة الكبيرة التي تحوم حولها .