كشفت أمس صحيفة «ايفنينغ ستاندارد» استنادا إلى وثائق تسربت من وزارة الدفاع الأمريكية ان بريطانيا بدأت في الواقع الاعداد للاشتراك في غزو العراق قبل أشهر من هذا الغزو الذي انطلق في مارس 2003 واكتمل في الشهر التالي. وتكذّب الوثائق بشكل واضح ما ادعاه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير يوم 16 جويلية 2002 من ان بلاده ليست بصدد التهيؤ لاشعال حرب على العراق كما انه انكر في ذلك اليوم اتخاذ اي قرار بشأن العمليات العسكرية... وقبل تصريح بلير هذا ب 18 يوما كان قادة عسكريون امريكيون وبريطانيون كبار قد اجتمعوا لمناقشة الغزو القادم. وفي السابع من اكتوبر من السنة ذاتها صدرت الاوامر (الى القوات الامريكية كما الى القوات البريطانية) للاعداد للعمليات العسكرية القادمة وذلك قبل ما يزيد عن شهر من صدور قرار مجلس الامن رقم 1441 الذي انذر العراق بعواقب جدية اذا رفض الانصياع للمطالب (الأمريكية والبريطانية) حول الاسلحة والتفتيش.. وحسب الوثائق التي استندت اليها الصحيفة البريطانية فقد أصبحت الخطط الكاملة للغزو جاهزة لدى البريطانيين قبل 8 أيام من صدور القرار 1441. واعتمدت الصحيفة في مقالها حول استعداد بريطانيا لغزو العراق قبل أشهر طويلةمن حدوثه على وثيقة أعدها البنتاغون واستخدمها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد حين قدم في أوت من العام الماضي عرضا حول ما سماه الدروس المستخلصة استراتيجيا من غزو العراق (الذي نعته بعملية تحرير العراق).