«الملعب التونسي بلغ حاليا مفترق الطرق، فإمّا التفاف العائلة الموسعة للفريق ووضع اليد في اليد لاستكمال المشوار الايجابي وقيادة سفينة «البقلاوة» نحو برّ الآمان، أو تبقى الجمعية على حالها ولن تتمكن من التقدم». هكذا لخّص رئيس الملعب التونسي جلال بن عيسى في الحديث الذي أدلى به ل «الشروق»الوضع الحالي للفريق مع بداية موسم رياضي جديد في بطولة الرابطة المحترفة الاولى يهدف من خلاله الغيورون على النادي الى تثبيت الملعب التونسي ضمن الكبار أي في مكانه الطبيعي وتجنيبه اللعب على تفادي النزول ولاحقا العودة الى المراهنة على الالقاب الاقليمية...في ما يلي نص الحديث. في البداية كيّف تقيّم حظوظ الملعب التونسي في الموسم الرياضي الجديد؟ الحمد لله اننا وفقنا في حصد ثلاث نقاط ستزيدنا اصرارا على مضاعفة الجهود لتقوية الجمعية والمواصلة في سياسة التشبيب التي اعتمدناها كمرجع اساسي لبناء فريق عتيد في السنوات الثلاث القادمة. قمنا بتدعيم الفريق بعديد الشبان من ابناء النادي اذ ان معدّل الاعمار الآن في الملعب التونسي لا يتجاوز 22 سنة كما اعتمدنا سياسة العقود طويلة الامد. ويضم الفريق الاول اليوم عديد الشبان مثل ربيع الحمري والياس الجريدي ونضال اللافي وحمزة الهمامي وحمزة الخضراوي وعزيز اليرماني وغازي مبارك ومراد حفضية الى جانب اعارة بعض الشبان لفرق اخرى حتى يطوّروا مؤهلاتهم الفنية مثل حلمي الجويدي وأمير البرجي وعزيز بن محمد. وبالتالي بعد ثلاث سنوات سيكون الملعب التونسي من صنع محلي بنسبة 80%. على خلاف الموسم الفارط الذي وقع خلاله تكديس الانتدابات دون نجاعة ، يبدو ان انتدابات الموسم الحالي كانت مدروسة؟ قمنا بتكوين لجنة فنية نلتجئ اليها عند الانتدابات وهي تتكون من ابناء النادي مثل ماهر الكنزاري وعبد الحميد الهرقال وانيس البوسعايدي ولسعد الدريدي وانيس العياري، هذه اللجنة نستشيرها في الامور الفنية على ان يكون القرار النهائي لرئيس النادي بعد استشارة المدرّب. المدرب محمد المكشّر، لاقى الاخير معارضة قوية بتعلّة انه شاب وتنقصه الخبرة لقيادة «البقلاوة»، فما هي المعايير التي اعتمدتموها للتعاقد معه؟ تعمل الهيئة المديرة على تركيز برنامج مستقبلي للنهوض بالفريق خلال السنوات الثلاث القادمة واعادته الى مكانه الطبيعي ضمن الخمسة الاوائل والعودة الى منصات التتويج الاقليمية وهو ما فرض علينا البحث في السيرة الذاتية لعديد المدربين ووجدنا ان محمد المكشر يتناسب جيدا مع خياراتنا لما يتميّز به من قوة شخصية وعمل منضبط ورؤية مستقبلية. الجلسة الانتخابية على الابواب وقد خيرتم المواصلة رغم يقينكم بسلبية اغلب المسيرين وهو ما ترجمته احتفالات السبعينية التي غاب عنها كل من له علاقة بالفريق من مسيرين ولاعبين قدامى؟ هناك مدعمون قارون في الملعب التونسي مثل عائلة المزابي والحمروني ورغم ذلك فإنني متفائل بقدرة الجميع على تدعيم سياسة الهيئة القائمة على الاعتناء بالشبان ليكونوا عماد المستقبل. الملعب التونسي يلزمه 700 مليون كمداخيل قارة للبقاء في الرابطة الاولى كما ان المصاريف الشهرية تبلغ 108 الاف دينار موزعة بين جرايات ومعاليم السكن للاعبين فقط وهو ما يتعارض مع المداخيل القارة (100 اف دينار من البلدية و250 الف دينار من الوزارة و100 الف دينار من الجامعة). نقص الموارد يفرض على الهيئة توفير الاموال للحفاظ على بقاء النادي مع الكبار وهذه مسؤولية الهيئة المديرة التي تعمل ليلا نهارا من أجل جلب المدعمين والمستشهرين. لقد جددت ترشحي بطلب من الهيئة وسنقوم بتدعيم الهيئة الجديدة بعديد الوجوه الفاعلة مثل منذر عباس وسالم العياري واحمد ريزة ومحمد الدرويش وكل واحد من رجالات الملعب التونسي مسؤول على دعم الفريق واستغلال علاقاته لتوفير الدعم. ابرز المطالب في الفترة الحالية مضاعفة عدد الجماهير وتأهيل الملعب، فما الجديد في هذا الشأن؟ قمنا بتشكيل لجنة استشارية لمدّ البلدية والولاية بمقترحات لتحسين الظروف في مركب النادي ونعمل على الرفع من عدد التذاكر التي ستكون في حدود 2500 تدريجيا لكن ذلك يفرض التزام الجماهير بالروح الرياضية. ونامل في بلوغ 1500 اشتراك رغم ان العدد حاليا لم يتجاوز ال 150. ماهي استراتيجية عملكم في صنف الشبان لتكريس مشروع الملعب التونسي في السنوات الثلاث القادمة؟ اولا عملنا على عدم التفريط في مواهب النادي مهما كانت الاغراءات المالية ومهما واجهنا من صعوبات مالية وديون، وقد تلقى الملعب التونسي عروضا رسمية في اربعة لاعبين من الشبان لكننا رفضنا رفضا قطعيا التفريط فيهم. من جهة اخرى نملك في الملعب التونسي في الاصناف الشابة 12 لاعبا من الآمال الى المدارس من افضل ما يكون ونحن نعمل على حمايتهم جيدا من الاغراءات ونتابعهم باستمرار ويمكن ان اجزم ان هؤلاء مستواهم الفني يفوق لاعبي الفرق الكبرى في نفس الاصناف مثل الترجي والافريقي. كما ان الملعب التونسي يضم افضل مجموعة من الشبان من مواليد 2006 – 2007 – 2008. هؤلاء هم مستقبل النادي ويجب تشجيعهم وهنا تكمن مسؤولية المدعمين ورجالات النادي والجماهير، فجميعهم مطالب بدعم سياسة الهيئة لتطوير الملعب التونسي بعيدا عن الصراعات والمصالح الضيقة. الملعب التونسي اليوم بلغ مفترق الطرق بعد ان عملنا على تركيز دعائم التكوين وارسينا كل مؤشرات الحماية وبالتالي على الجميع مدّ يد المساعدة حتى نتمكن من استكمال المشوار ومواصلة بناء فريق الغد لأن العزوف المتواصل عن الساندة والمساهمة سيبقي الفريق في مكانه وهو ما لا يرضى كل محب لالوان فريق باردو.