حالة من الغضب يعيشها أهالي منطقة الزهروني، بعد أن غمرت المياه منازلهم وسياراتهم بسبب عطب جد بقناة المياه، حادثة وجهت خلالها أصابع الاتهام الى المقاول، في حين وعدت الصوناد بإرجاع الماء اليوم بصفة تدريجية. تونس (الشروق) متابعة خديجة يحياوي تعيش منطقة الزهروني، على مستوى مفترق بن دحة، أشغال تبدو على قدم وساق، وتشارك فيها مصالح وزارة التجهيز والشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، حيث أن المنطقة تحاصرها جرافات عملاقة، وآلات لشفط المياه، كما يتولى أعوان الأمن والمرور تسهيل حركة المرور. كما تشهد المنطقة، حالة من الاستياء والغضب، بعد أن غمرت المياه الشوارع والسيارات والمنازل يضاف إليها انقطاع المياه الصالحة للشرب عن المتساكنين الذين طالبوا بالتدخل العاجل، وجبر ضررهم، وذلك حسب ما أفادوا به «الشروق». عودة الماء تدريجيا وفي هذا الإطار، أفاد نعمان مرايحي مدير الانتاج بتونس والشمال بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه في تصريح ل«الشروق» انه بعد سقوط الجرافة وانهيار القناة، لم يتم التمكن من تحديد طبيعة العطب أو تحديد مدة إصلاحه، مؤكدا انه بعد رفع الجرافة، وشفط المياه تم تحديد طبيعة العطب والمدة اللازمة لإصلاحه. وأضاف أنه من المنتظر ان يعود الماء تدريجيا اليوم في حدود الساعة الثانية بعد منتصف النهار إلى بعض المناطق وان المجهودات ستتواصل الى حين تزويد كامل المناطق المتضررة بالماء. وأشار المرايحي الى انه تم تكوين خلية أزمة تتكون من مصالح وزارة الفلاحة والصوناد والتجهيز والولاة ورؤساء البلديات المعنية بالعطب والمعتمدين لاتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لإصلاح العطب وإرجاع المياه، موضحا ان العطب شمل قناة 1600 مم وهي تقريبا تمثل 60 بالمائة من الموارد المائية التي تزود ولاية بن عروس. عدل تنفيذ على الخط وعن الجهة التي تتحمل مسؤولية الحادثة، أكّد مدير الإنتاج بتونس والشمال بالصوناد أن الأولوية حاليا إصلاح العطب، مضيفا ان الشركة ستقوم في ما بعد بتحديد المسؤوليات. مع العلم ان بعض المصادر أفادت ل«الشروق» ان شركة الصوناد سبق لها ان راسلت شركة المقاولات التي تشرف على اشغال السكك الحديدية لتجنب الحفر فوق القناة واتخاذ الاحتياطات اللازمة تجنبا لمثل هذه الحوادث، مضيفا انه تم التنبيه عليه عبر الطرق القانونية ، إلا ان الشركة لم تلتزم بذلك وهو ما تسبب في هذه الخسائر الفادحة وتضرر عدد من المواطنين. وأضافت نفس المصادر أنه يجب تحميل المسؤولية للشركة المسؤولة عن الاشغال، خاصة انه سبق لشركة الصوناد ان نبهت عليها بالطرق القانونية. الأهالي يستغيثون من جهة أخرى، فقد عاش أهالي منطقة الزهروني أمس الأول يوما صعبا وتواصلت معاناتهم أمس بعد انقطاع المياه الصالحة للشرب عن منازلهم والتي تزامنت مع موجة الحر التي تعيشها بلادنا. وقد تذمر عدد من المواطنين الذين التقتهم «الشروق» بعد ان «غزت» المياه منازلهم وسياراتهم ومحلاتهم التجارية مما تسبب لهم في أضرار جسيمة وتعطل حركة المرور قبل تدخل الجهات المعنية. كما عبر الأهالي عن استيائهم وخوفهم الشديد من حدوث حالات صعق كهربائي خاصة الأطفال بعد تسرب المياه للمنازل وامكانية وصولها الى الاسلاك الكهربائية او امكانية حدوث انهيارات للمباني خاصة ان بعضها يعود لفترة طويلة ويصعب عليهم اصلاحها، داعيين الجهات المعنية الى التكفل باصلاح المباني التي تضررت وجبر ضررهم. حلول مؤقتة وتعهدت خلية الأزمة، التي هي بصدد متابعة هذه الحادثة، باتخاذ اجراءات عاجلة منها تزويد المناطق التي تضررت بالمياه الصالحة للشرب عبر تخصيص عدد 23 صهاريج والتي تشرف عليها ولايتي تونس وبن عروس لتوزيع المياه على المتساكنين وامكانية رفع عدد الصهاريج، علما ان هذه الحلول لم ترض متساكني العاصمة وولاية بن عروس باعتبار ان ما يقع تقديمه من مياه لا يكفي حاجتهم. كما تعهدت خلية الأزمة بتزويد المستشفيات والسجون والمؤسسات والمصانع بالمياه خلال هذه الفترة الى ان يتم اصلاح العطب، علما ان وزير الفلاحة سمير بالطيب أكد انه تم تكليف شركة تأمين لمعاينة الأضرار التي جدت بمنطقة الزهروني لتعويض المتضررين. المناطق المتضرّرة وقد تسبب العطب الطارئ على القناة الرئيسية قطر 1600 مم المزود لجنوب تونس العاصمة والضاحية الجنوبية على مستوى مفترق بن دحة بالطريق الوطنية رقم 5 باتجاه باجة الذي تسببت فيه مقاولات ابو دخان التي تقوم بأشغال لفائدة شركة شبكة الخطوط الحديدية السريعة مما انجر عنه اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب. وقد شمل انقطاع الماء المناطق العليا لتونس العاصمة وهي منفلوري، الوردية ، ابن سيناء وسيدي فتح الله وجبل الجلود. كما شمل الانقطاع عددا من المناطق التابعة لبن عروس وهي الياسمينات، المدينة الجديدة والمروجات ونعسان، فوشانة، المحمدية ورادس، مقرين، الزهراء وحمام الانف، بومهل، حمام الشط وبرج السدرية.