باتت الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها الشباب الثائر المشارك في مسيرة العودة وكسر الحصار، نحو المستوطنات والمواقع العسكرية للاحتلال، مصدر قلق يؤرق المستوطنين وقيادة الاحتلال على الصعيدين السياسي والعسكري بعد أن وصلت القدس والضفة الغربية المحتلة. القدسالمحتلة (الشروق) وتصف صحف ومواقع عبرية، الطائرات الحارقة، ب«الكارثة»، فيما تبذل قيادة الاحتلال قصارى جهدها لمواجهة هذه الطائرات الصغيرة، عبر استخدام الوسائل المتاحة لديها ورصد الميزانيات الضخمة للقضاء على هذه الظاهرة التي كبّدته خسائر كبيرة. وطرح جيش الاحتلال خيارات عدة للتعامل مع هذه الطائرات بعد فشل منظومته التكنولوجية في ردعها، منها نشر وحدة خاصة من القناصة، أو استخدام طائرات بدون طيار، أو إطلاق النار على من يطلقها من قطاع غزة، وصولاً إلى خصم أضرار الطائرات الورقية من أموال السلطة، وفق القناة العاشرة. بدوره أكّد عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار ماهر مزهر، أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يستخدم كل أشكال النضال الوطني ضد الاحتلال، مثمناً فكرة ابتكار الطائرات الورقية الحارقة. وقال مزهر ل «الشروق»، إننا نعول على الشباب الثائر باتجاه خلق المزيد من الابداعات من أجل رفع كلفة الاحتلال وتكبيده الخسائر، معتبراً الطائرات الورقية رسالة «لكل قطعان المستوطنين بأن شعبنا مستمر في نضاله حتى تحقيق أحلامه في طرد الاحتلال عن أرضه». وتقوم «الطائرة الورقية» بعد تصنعيها من عيدان الخشب وأكياس النايلون، على اختيار الشبان منطقة قريبة من السياج الفاصل، ثم إشعال النار في «الحارقة» المثبتة بذيلها، وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية، ثم قطع الخيط، فتسقط «الطائرة الحارقة» وتشعل النيران في المكان الذي تسقط فيه. وأكّد دعم الهيئة لهذه الأشكال النضالية، مشيراً إلى أنها ستوفر للشباب كل الامكانيات المتاحة من أجل الاستمرار في هذه المسيرات. وفي السياق ذاته أقرّ موقع «مكور ريشون» الصهيوني بعجز أذرع كيان الاحتلال المختلفة عن مواجهة الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المشتعلة التي تطلقها المقاومة الفلسطينية. وحرّض الموقع في خبر نشره أمس حكومة الاحتلال على استهداف المواطنين في قطاع غزة بحجة إطلاق الطائرات الورقية الحارقة, كما دعاها لقصف أهداف مهمة داخل القطاع لإجبار فصائل المقاومة على وقف هذه الطائرات. وفي السياق ذاته, قالت القناة الثانية الصهيونية:«الطائرات الورقية الحارقة التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة على مستوطنات غلاف غزة تسببت في خسائر اقتصادية وأمنية فادحة». واندلعت منذ ساعات صباح أمس، ستة حرائق بمستوطنات غلاف غزة بفعل طائرات ورقية، فيما دعت وزيرة العدل الصهيونية لاعتبار تلك الطائرات الورقية ك«صواريخ». وقالت أمس وخلال زيارة لمستوطنات غلاف غزة، انه يتوجب التعامل مع إطلاق الوسائل الحارقة من القطاع بنفس القوة والصرامة التي يقابل بها إطلاق صواريخ على عسقلان. وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أن الحرائق اندلعت في محيط موقع «كيسوفيم» العسكري، ومستوطنتي «بئيري» و«ناحال عوز» وسط شرقي القطاع. وحوّل الشبان الطائرات الورقية والبالونات إلى أداة مقاومة تستنفر الاحتلال، بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وإطلاقها نحو أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية صهيونية.