رمضان بن عمر لا ضوء في نهاية النفق زاد لان العوامل المحبطة زادت اكثر مما هو متوقع فجلّ المؤشرات تؤكد انه ليس هناك ضوء عند اخر النفق وبالتالي هناك حالة احباط عامة وهناك انهيار للخدمات الاساسية سواء في الصحة او في التعليم وبالتالي وكاننا بصدد التضحية بجيل كامل. صحيح انه هناك جانب سلبي من المجتمع حيث لم يقم الشارع بدوره من حيث الاقبال على التصويت والتصويت العقابي لكن في قضايا الهجرة غير النظامية لا تستطيع ان تلوم العائلات على دعمها او تشجيعها لابنائها على «الحرقة» باعتبار ان العائلات نفسها تعاني من الاحباط وحتى الكفاءات ذاتها اصبحت اليوم تبحث عن فرصة للهجرة لانه ليس هناك الضوء الذي نبحث عنه. حسان القصار انتظارات عالية الوضع العام محبط لان انتظارات 2011 كانت عالية جدا وبالتالي كبرت احلام الناس وانتظاراتهم لكن في المقابل لم يتطور الاقتصاد الوطني بل انه تدهور كما برزت مؤشرات متضاربة فنسبة الشرائح العمرية من طالبي الشغل مرتفعة جدا و54 ٪ من الحركية الاقتصادية تتم خارج المسالك الرسمية واغلب المشتغلين خارج التغطية الاجتماعية ومن هنا تفاقمت ازمة الصناديق الاجتماعية واجبرت الدولة على ضخ اموال كثيرة لتغطية عجزها وبالتالي تفاقم ازمة المالية العمومية وتفاقم المديونية وبالتالي تواصل حالة الياس بالتوازي مع ضعف الدولة وانهيارها. عبد الله اللطيفي البطال مقهور هناك قناعة لدى الشباب التونسي بان السفر والهجرة يسمحان بالحصول على العيش الكريم والرفاهية والاستقرار وبناء الحياة الخاصة كما ان البلاد في حالة انهيار قيمي حتى على مستوى قيمة العمل فالتونسي «إمّا بطّال يموت بالقهرة او خدّام ما يقدروهش» ومن هنا تشكلت حالة الاحباط الكبرى وهي اليوم لا تقتصر على العاطلين بل طالت الكفاءات وايضا اصحاب المشاريع ممن لم يلاقوا الدعم من الدولة «صحيح ان تونس خسرت 140 شخصا في حادثة 2 جوان لكنها تخسر يوميا كفاءات يسافرون بطريقة نظامية وهي ايضا خسرت الالاف في داعش لان الدولة لم تهتم بشبابها». مراد قسومي عنوان المرحلة اتساع أفق الانتظارات ما بعد الثورة وخاصة لدى الشباب والفئات المهمشة والفقيرة واصطدامه بواقع دون المأمول في جميع النواحي فاقتصاديا تعيش البلاد ازمة خانقة بعد انهيار قيمة الدينار وهو ما انعكس سلبا على حياة المواطن وقدرته الشرائية بسبب ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة وهو ماتسبب في الاحباط امّا اجتماعيا تازم الوضع بعد عجز الحكومات المتعاقبة على التخفيض في نسبة البطالة مما زاد في حالة الاحباط. امّا سياسيا وهو اصل الداء فالساسة خيبوا الامال وخيروا مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة المواطن و ازموا وضعا كان مأزوما بطبعه فلا عدالة اجتماعية تحققت ولا انفراجا اقتصاديا ولا استقرارا سياسيا تحقق فطبيعي ان يولّد كل ذلك عدم الثقة في المستقبل ويكون الياس والاحباط عنوان المرحلة.