من جبل مطماطة طريق ملتوية دائرية على طول عشرة كيلومترات توصلك الى جبل تمزرط أين تكتشف قرية سكنت الجبل أناسها عشقوا جبروته وقسوته ، ما يشد انتباه الزائر قصر كبير شامخ لا تزال معالمه كما هي إنه قصر "ديار عمر" دار حولها صاحبها الى متحف لتكون لبنة للتعريف بالمخزون التراثي للجهة، قصر كما القصور المنتشرة في الجنوب الشرقي لم ينهكه الزمن وبقي صامدا مقاما كما سكان الجبال، ديار عمر جزء من هوية تكاد تنسى ولكنها لا تزال تعاندنا وتعاند النسيان، الى جانب القصر منازل انتشرت على كامل الجبل هي تحكي قصص من صمدوا في وجه كل الغزاة. وتمزرط، او "ات-مزرط" بالأمازيغية يقال انها المدينة "المنارة" لأنها تظهر للعيان من بعيد فهي تقبع فوق الجبل مثل الفارس الصامد وهناك رواية تقول انها كانت على ملك عائلة تسمى «مزرط» لذلك بقيت مقترنة بابناء هذه العائلة بما أن كلمة "آت" معناها الابن في الامازيغية وبذلك تكون "ات- مزرط" أبناء مزرط . تمزرط هي إحدى القرى الجبلية المحيطة بمطماطة تقول الروايات الشفوية أن سكانها قدموا من طرفي المغرب الأمازيغي، إذ قدم أولاد غيران من المغرب في حين قدم أولاد عيسى والإدارسة من طرابلس وتمزرط تعد من أواخر القرى التي حافظت على اللهجة الأمازيغية في تونس. تمزرط هي إحدى القرى الشواهد التي شاخت وما تزال حية تُغالب الزمن وعوامل الاندثار، فبعد أن كانت تنبض بالحياة لفترة طويلة تحولت اليوم إلى مدينة أثرية مهجورة لم يبق بها سوى عدد قليل من السكان لا يتجاوز بعض المئات، لذلك هي اليوم ربما تستعطف روّادها والمهتمين بالتراث والقائمين على الشأن الثقافي جهويا ووطنياالاهتمام بهذا المعلم التاريخي والإبداع العمراني وتوجيه عناية خاصة إلى سكان القرية قصد تحفيزهم على الصمود والبقاء وهم من يضمنون استمرارية نبضها بالحياة.