وصلت الحرب الاستخباراتية الدائرة بين اسرائيل و«حزب الله» في الفترة الأخيرة الى مرحلة متقدمة، حيث برز الى العلن ولو ضمن نطاق محدود خبر نجاح الاستخبارات الاسرائيلية في اختراق صفوف «حزب الله» على مستوى لم يعهده من قبل، وبات في حكم المؤكد اعتقال ستة أشخاص من ضمنهم من تبوّأ المسؤولية العسكرية والأمنية في الحزب. وكشفت مصادر مطلعة أن الخطير في الخرق الاسرائيلي هذه المرة أنه وصل الى أشخاص يتمتعون بمسؤوليات أمنية وعسكرية، عالية من بينهم المسؤول عن وحدة التسليح في «حزب الله» الذي يملك كل المعلومات عن خريطة مخازن الصواريخ وأماكن نشرها في جنوب لبنان قد تم تجنيده من قبل الموساد الاسرائيلي منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنه كان بصدد تقديم كل المعلومات عن أماكن مخازن الصواريخ قبل أن ينكشف أمره ويعتقل من قبل جهاز الأمن في «حزب الله» الذي يحقق معه منذ مدة. وقد تبين من التحقيقات الأولية أن «حزب الله» اضطر الى اعادة عملية نشر صواريخه وتغيير أماكن المخازن لا سيما أن معلومات تقاطعت مع مصادر في السفارة الايرانية في بيروت أن الجيش الاسرائيلي كان قد أعد خطة لضرب مخازن الصواريخ حين تصله خريطة توزيعها من قبل العميل المجند، الا أن اعتقال هذا المسؤول حال دون ذلك. والمسؤول الثاني الذي تم اعتقاله والذي نجحت اسرائيل في تجنيده هو مسؤول وحدة مركزية في جهاز الاتصالات في حزب الله، وهي وحدة هامة جدا تربط جميع المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين بعضهم ببعض، وكما هو معلوم فان حزب الله يملك شبكة اتصالات خاصة به ولا يمكن لأي جهة أخرى التنصت على مسؤوليه واتصالاتهم، وهذا ما ساهم كثيرا في سرية ارسال الأوامر العسكرية وحرية تنقل عناصره ومقاتليه خلال حرب جويلية 2006.