... أثارت كلمة الوزير الأول الباجي قائد السبسي للتلفزات التونسية الكثير من ردود الفعل على المستوى الحزبي وعلى المستوى الشعبي وذلك في علاقة بتصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي. واذا كان من حق كل مواطن أو حزب سياسي أو أي جهة كانت التعبير عن رأيها وموقفها بكل حرية وهو حق يكفله للجميع القانون وتحميه ثورة 14 جانفي المجيدة الا ان الواجب يحتم علينا الآن ان نكون جميعا أكثر تعقلا وأكثر تفهما... فمن حق فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق أن يدلي بآرائه ومواقفه بل من أن يعبّر عن كل التساؤلات ومن حقنا جميعا أن نسأل ونعرف... لابدّ لنا أن نعترف بأن كثيرا من الحقائق منذ يوم 14 جانفي الماضي كانت غائبة عنا وكنا نبحث عن اجابة ولكننا لا نجد شيئا... لا يعنينا هنا هل ما صدر عن الوزير السابق فرحات الراجحي كان هو الصواب أم لا، بل يعنينا أن نعرف الحقيقة من أصحابها ومن الذين كانت لهم معلومات وتفاصيل عن حقيقة ما حدث وما يحدث في تونس... هناك «ألغاز» نعجز عن فهمها وفي الحقيقة فإن لقاء الوزير الأول مع القنوات التلفزية لم يجب عنها ولم يكشفها.. نتحدث في كل مرة عن الانفلات الأمني وعن عصابات تخريب مدفوعة الأجر وعن فتح لأبواب السجون ولكننا نعجز جميعا عن الوصول الى اجابة مقنعة تجعلنا قادرين على التقدم وتحقيق ما نصبوا اليه... نحتاج اليوم الى ان نبني ثورتنا على الحقيقة والصدق ونحتاج الى اعلام الشعب بكل الحقائق والتفاصيل بعيدا عن التشنج وردود الفعل العشوائية وعن كل الحسابات السياسوية... ذلك ما نحتاجه جميعا...