نظمت جمعية «قيروانيون من اجل ثقافة المواطنة» مؤخرا بالقيروان ندوة حول «ثقافة المواطنة وتحديات الديمقراطية» قدمها كل من الأستاذ عزام محجوب «وهو أستاذ جامعي وخبير دولي في التنمية البشرية والعلاقات الإقليمية». والأستاذ محمد الجويلى أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية بتونس وحضرها ثلة من الأساتذة الجامعيين الى جانب حضور عدد كبير من الطلبة. وتطرقت الندوة الى التعريف بالديمقراطية وعلاقتها بالتنمية ورهانات الوفاق الوطني كما تطرقت الى مفهوم العلمانية وعلاقة الدولة بالدين. الندوة استهلها رئيس الجمعية بتعريف شامل لأهداف جمعية «قيروانيون من اجل ثقافة المواطنة» ثم تطرق الأستاذ عزام محجوب في مداخلة بعنوان «في علاقة الديمقراطية بالتنمية والمسار الانتقالي»، إلى ضرورة المقاربة الحقوقية للتنمية وذلك بضرورة تفعيل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعدم الفصل بينها وبين الحقوق السياسية فحسب اعتقاده فان الديمقراطية هي منظومة سياسية تمكن من تفعيل مسار التنمية وان الربط بين الديمقراطية والتنمية البشرية أمر ضروري. وفى ما يخص الوضع السياسي الراهن تحدث الأستاذ عن مفهوم الوفاق الوطني حيث اعتبر أن الوصول بتونس إلى مناخ ديمقراطي يشترط تفعيل هذا المفهوم في كل مراحل الانتقال وذلك بإعطاء نسبة مرضية وظرفية من الاستقرار مع الضغط السلمي لتحقيق إرادة الشعب وقد دعا أيضا من خلال هذه المحاضرة إلى ضرورة تأهيل الأحزاب السياسية وخروجها من تقوقعها في هذه المرحلة . كما بين الأستاذ محجوب أن الظرف الاقتصادي صعب ولكن ليس كارثيا ودعا إلى ضرورة تفعيل المنظومة الديمقراطية كحل لتنمية الجو العام في المجال الاقتصادي . جدلية العلمانية من جهته تحدث الأستاذ محمد الجويلى «أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية بتونس» عن موضوع الساعة الذي يشغل الرأي العام ويقسمه الى شقين، وهو «العلمانية» حيث عاد بنا إلى التاريخ فتحدث عن العلمانية في أوروبا وتداعياتها على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي ليستنتج بقوله «يجب أن يكون الجدل حول هوية الوطن جدلا صحيا وأن ثورة تونس ليست ثورة علمانية كما هو حال أوروبا». أما عن الجدليات القائمة بين دعاة الربط بين الدين والسياسة ودعاة الفصل بينهما فقد تحدث الأستاذ عن إمكانية الوصول إلى قيم مشتركة بين الفئتين وذلك بتفعيل مبدأ الحوار وإمكانية علمنة الدين دون الفصل بينهما باعتبار أن العلمانية هي فصل بين السياسة والقداسة. وقد اختتمت الندوة بنقاش شارك فيه شباب القيروان الذي أثبت مرة أخرى أنه واع بما يدور حوله وأنه قادر على الإضافة كل في مجاله.