شارك فرع قابس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في الدورة 14 لملتقى الطاهر الاسود «وفاء لشهدائنا ودعما لثورتنا» بمداخلة حملت عنوانا «في معنى حقوق الانسان» وقدمها يوسف الحمروني احد قدماء مؤسسي فرع قابس (سنة 1977). التظاهرة نظمها نادي البحوث والدراسات بالحامة بالتعاون مع منظمة العفو الدولية وبعض فعاليات المجتمع المدني و قدمت مداخلة يوسف الحمروني لمحة تاريخية مبسطة لمفهوم الديمقراطية من الحضارة اليونانية الى الثورة الفرنسية وعصر الانوار من خلال تعريفها في موسوعة لالاند باعتبارها «حالة سياسية تكون فيها للمواطنين كافة بلا تمييز على اساس المولد والثروة والقوة». الديمقراطية كبعد سياسي اسبق من حقوق الانسان ثم توسع هذا المفهوم ليشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بعد الاحداث التي هزت أوروبا خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية وبعد الثورة الروسية سنة 1917 لتظهر حقوق الانسان في بعدها الانساني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي بالاعلان العالمي لحقوق الانسان سنة 1948. وتطرقت المداخلة الى حقوق الانسان وتطبيقها على ارض الواقع فرغم ان حكومات الاستقلال قد سنت الدساتير وامضت على المواثيق الدولية لحماية هذه الحقوق الا ان الواقع يخالف ويناقض ما جاء فيها فقد تعرضت الرابطة منذ 1976 الى شتى انواع التدخل في شؤونها وخاصة انطلاقا من سنة 2000 عبر التتبعات القضائية ومحاصرة وتجميد ارصدتها وغلق مقرات فروعها ومحاصرة يومية لنشطائها ومنع اجتماعات مكاتبها وتخوين اعضائها وتعتيم اعلامي شامل لكل ما يصدر عن هيئتها المديرة التي تمسكت برئاسة المختار الطريقي بنهجها في الدفاع عن الرابطة واستقلاليتها ومن امثلة هذه الممارسات ما تعرضت له جمعية القضاة الشرعية من مضايقات ونقل تعسفية لبعض اعضائها والالتفاف على الهيئة الشرعية لنقابة الصحفيين وتنظيم انقلاب لاقصائهم ومحاصرة مختلف انشطة النساء الديمقراطيات وغيرها من المضايقات والممارسات التي خلقت هوة عميقة بين النظرية والتطبيق. ولم تنس المداخلة ان تقدم تحية شكر لكل المنتمين للرابطة رؤساء واعضاء على ما قدموه من تضحيات جعلت الرابطة مكسبا وطنيا فعلا لا شعارا كما كان يفعل النظام البائد وتحية وفاء لارواح شهداء تونس ومناضلي الرابطة ممن لم تسعفهم الحياة لقطف ثمار ثورة الحرية والكرامة الانسانية.