اقتحمت قوات الأمن اليمنية أمس ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء مستخدمة قنابل الغاز وخراطيش المياه والرصاص الحي لتفريق الاعتصام الشعبي المطالب بمغادرة الرئيس علي عبد اللّه صالح سدّة الحكم مما أدّى الى سقوط أكثر من 6 قتلى وإصابة الآلاف فيما اتهمت مصادر حقوقية النظام باستخدام «الغازات السامة» ضدّ المتظاهرين الذين ارتفع سقف مطالبهم الى الدعوة لمحاكمة علي عبد اللّه صالح. وأفادت جهات ميدانية بأن عملية الاقتحام تمّت عقب وصول تعزيزات أمنية مكثفة من قوات مكافحة الشغب وعربات مصفحة وانتشار مسلحين بزيّ مدني. أسلحة كلاشينكوف وأضافت أنه لوحظ قبيل الاقتحام تواجد عدد كبير من أنصار الحزب الحاكم على أسطح المنازل المحيطة بساحة التغيير وبحوزتهم أسلحة «كلاشينكوف». وقامت القوات اليمنية بإزالة الخيام المنصوبة في الساحة وإحراق بعضها. وقالت توكل كرمان ان ما يقارب عن 100 شخص أصيبوا بالرصاص وان 1000 أصيبوا بحالات اختناق. وأكدت وصول 40 مصابا الى المستشفى الميداني عقب إصابتهم بجروح جرّاء قذفهم بحجارة من قبل سكان المنازل المحيطة بالساحة وأنصار الحزب الحاكم. وأوضحت مصادر طبية أن مئات المصابين اختناقا من الغازات افترشوا بساحة الاعتصام ولم يتمكن الأطباء من إسعافهم بسبب منع قوات الأمن إغاثة الجرحى واستمرار قذف قنابل الغاز عليهم من كل الجهات وإطلاق الرصاص الحي في الهواء. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مصادر طبية قولهم ان حوالي 500 جريح أوفدوا الى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء من بينهم 9 حالات خطيرة. وأغلقت قوات الأمن كافة المداخل المؤدية الى ساحة التغيير لمنع آلاف من الدخول وانضمامهم الى الاعتصام. محاكمة الرئيس وعقب هذا التفريق العنيف خرج الآلاف في مظاهرات بمدينة «تعز» الجنوبية مطالبين بتنحّي الرئيس علي عبد الله صالح ومحاكمته فيما حاول الأمن تفريقهم مما أدى الى إصابة 3 أشخاص. وأصيب عدد آخر من المواطنين خلال تفريق قوات الأمن لمسيرة طلابية في «عدن» تندّد بما حدث في ساحة «التغيير». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن تلميذا لقي مصرعه برصاص الشرطة في مدينة «مكلا» جنوب شرق البلاد. ونبّهت جهات حقوقية وسياسية الى خطورة استخدام الشرطة اليمنية للغازات السامة، حيث أكدت بعض الأنباء أن هذه الغازات تسببت في إصابة عدد من المتظاهرين ب«الشلل» بعد تأثيرها على الجهاز العصبي. وأشارت الى أن بعض المتظاهرين عانوا من حالات إغماء عقب استنشاقهم للغاز بجرعات كبيرة. وحمّل المعتصمون الرئيس اليمني ووزير داخليته العواقب الوخيمة لاستخدام القوة ضدهم مؤكدين أنهما لن يفلتا من العقاب العادل مبدين إصرارا كبيرا على استمرار الاعتصام داخل ساحة «التغيير» الى حدّ تنحّي «صالح» من الحكم. وكان صالح قد وعد بإعداد دستور جديد للبلاد يتم طرحه للاستفتاء خلال هذا العام والانتقال لنظام حكم برلماني يشمل قانون انتخابات جديدة، بيد أن المعارضة سارعت برفض هذه المقترحات. من جانبه، حثّ البيت الأبيض المعارضة اليمنية على الاصغاء لدعوة الحوار التي دعا إليها الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح. وأبلغ جون برينان، مستشار البيت الأبيض لمكافحة الارهاب، علي عبد اللّه صالح بأن واشنطن ترحب بخطواته لحل الأزمة السياسية في اليمن.