حذر كل من السفير الليبي السابق لدى واشنطن علي الأوجلي والمندوب الليبي السابق لدى الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم من خطورة الهجمات العسكرية التي تشنها القوات الموالية للعقيد القذافي على المدنيين الذي قد يلجأ في حالة اليأس إلى استخدام السلاح الكيمياوي ضد ثوار ليبيا في بنغازي وغيرها من المدن التي لا تقع تحت سيطرة قواته. وطالبا أمريكا والعالم بعمل كل ما يمكن لدعم الشعب الليبي وإرغام القذافي على التنحي منعا لتعرض الليبيين إلى مجازر. وقال شلقم في مؤتمر صحفي عقده مع الأوجلي نظمته الجالية الليبية في واشنطن، عقب لقائهما مع مسؤولين بوزارة المالية والخارجية الأمريكيتين، إن لدى القذافي حاليا أطنانا من هذا السلاح. ووصف شلقم في معرض اتهاماته لنظام العقيد القذافي، سيف الإسلام القذافي الذي هدد باجتياح بنغازي ومدن المنطقة الشرقية بأنه أدولف أيخمان القائد النازي الذي اتهم بقتل آلاف من يهود ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وقال شلقم إن «سيف الإسلام هو آيخمان» داعيا الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى التحرك السريع واتخاذ قرار حاسم لدعم وحماية الشعب الليبي. وقال «أرجوكم لا تزايدوا.. لا نريد شعارات.. أتركونا أو إدعمونا». وأضاف في تصريحه لمراسلنا «أتوجه إلى الأممالمتحدة والجامعة العربية بالذات إما أن يتركونا لنحدد خياراتنا بعد أن دفعنا الدم.. نحن لن نقبل جنديا أجنبيا على أرضنا» لكنه تساءل «كيف يمكن أن نقاوم هذا الطغيان الذين يضربوننا من البحر والبر والسماء..» وقال موجها حديثه إلى وزراء خارجية الدول العربية المجتمعين أمس في القاهرة «إما أن تناصروننا أو تتركوننا.»وقال شلقم إنه حسب اتفاق نظام القذافي مع الولاياتالمتحدة في عام 2003 فقد تم التخلص من مخزون الأسلحة الجرثومية ولكن جرى الإبقاء على مخزون الأسلحة الكيمياوية والتي تقدر الكمية غير الصالحة منها بثلاثة أطنان فيما يقدر ما هو بحوزة القذافي من الأسلحة الكيمياوية الصالحة للاستخدام بنحو ثمانية أطنان كانت موجودة في الرواغة التي تقع بين الجفرة وسرت. وقال الأوجلي وشلقم إنهما حثا المسؤولين الأمريكيين على ضرورة الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يتخذ من بنغازي مقرا له، كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي. وقال شلقم ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ستجتمع مع احد اعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي غدا الاثنين 14 مارس في باريس لدى حضورها اجتماع مجموعة الثماني. واوضح شلقم أن كلينتون ستلتقي في باريس محمود جبريل المكلف بالشؤون الدولية من قبل المجلس الوطني الانتقالي. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استقبل جبريل وعلي العيساوي يوم الخميس الماضي. كما سبق لكلينتون أن أعلنت في جلسة استماع عقدتها لجنة الاعتمادات الفرعية للعمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء انها ستغتنم فرصة سفرها الاسبوع المقبل الى باريس وتونس والقاهرة للتحاور مع الثوار. وقررت الولاياتالمتحدة منذ ذلك الحين ان يكون لها ممثل مباشر لدى هذه الحركة. وقال شلقم «نحن لم نعد ديبلوماسيين الآن بل نحن مقاتلون من اجل الحرية». موضحا أن كافة العاملين في البعثة الليبية لدى الأممالمتحدة قد انضموا إلى الثوار الليبيين وأنه لم يعد لهم صفة دبلوماسية في نيويورك. وكان نظام القذافي قد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي عن تعيين علي عبد السلام التريكي مندوبا جديدا لليبيا لدى المنظمة الدولية غير أن شلقم أعرب عن اعتقاده بأن التريكي الذي كان رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابقة، لن يقبل المنصب الجديد. مشيرا إلى أن التريكي ينتمي إلى مدينة مصراتة التي انتفضت ضد نظام القذافي. وقال شلقم والأوجلي إنهما التقيا أول أمس مع مسؤولين بوزارة المالية الأمريكية من بينهم نائب وزير المالية نيل وولين، حيث جرى بحث مسألة الارصدة الليبية المجمدة بموجب العقوبات الامريكية واقتفاء أثر الأموال الليبية في العالم. وقال شلقم «إن حجم هذه الأموال في أمريكا يزيد عن 30 مليار دولار وهي أموال الشعب الليبي ولا يحق لأحد التصرف أو التلاعب بها» ثم التقيا في وزارة الخارجية مع عدد من كبار مسؤوليها من بينهم نائب وزير الخارجية جيمس ستينبيرغ ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان. وقال الأوجلي إنهم طلبوا من الولاياتالمتحدة ضرورة العمل من أجل تلبية الأولويات الملحة موضحا أن «اولويتنا الرئيسية هي ان يكون هناك منطقة حظر جوي» مؤكدا ان «كل شيء (مقبول) ما عدا وجود مادي على ارضنا» كما تشمل تلك الأولويات «الاعتراف بالمجلس الانتقالي الوطني الذي يقوده مصطفى عبد الجليل، والمباشرة بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الليبي الذي يتعرض لبطش نظام القذافي،» الذي اشار إلى أن مرتزقته بدأوا تنفيذ عمليات اغتيال في بنغازي. ورفض الأوجلي وشلقم وصف ما يجري في ليبيا بحرب أهلية وقالا إن نظام القذافي يشن حربا على الشعب الليبي مستخدما بشكل مباشر مرتزقة تساندهم قوات موالية له وقال الأوجلي «إن القذافي يتجنب الزج بشكل مباشر بكتائبه الأمنية للالتحام مع الثوار لأنهم في هذه الحالة سوف ينضمون إلى الثوار، لذلك فهو يستخدم المرتزقة».