٭ الرياضالقاهرة (وكالات): أبدت دول خليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية مخاوف من استمرار حالة الاحتقان في مصر، الأمر الذي سيؤدي وفق ديبلوماسيين ومحللين إلى فقدان حليف قوي للرياض في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. وذكرت تقارير صحفية أن السعودية غاضبة على الإدارة الأمريكية بسبب تخليها عن مساندة الرئيس المصري حسني مبارك إثر الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها مصر منذ أكثر من أسبوعين والمطالبة برحيله. مباحثات غاضبة وقالت المصادر ذاتها إن العاهل السعودي الملك عبد اللّه بن عبد العزيز أجرى سلسلة مباحثات وصفتها ب«الخشنة» مع ممثلين عن الادارة الأمريكية. وأضافت المصادر أن «ما أغضب الملك السعودي هو التغير في الموقف الأمريكي والإسراع في تخلي إدارة أوباما عن مبارك الذي خدم المصالح الأمريكية على مدار ثلاثة عقود». وتابعت المصادر أنه من المحتمل أن يكون هذا الموقف السعودي جزءا من التغيير الحاصل في الأيام الماضية في موقفها الداعم لبقاء مبارك في الحكم حتى انتهاء فترة ولايته في سبتمبر القادم». ونسبت المصادر ذاتها إلى العاهل السعودي قوله إنه «على الحكام العرب أن يتبنوا خطا واضحا في معاداة إسرائيل حتى يكسبوا محبّة الشارع العربي إضافة إلى محاولة التقرب من إيران من أجل التصدّي لتهديدات المواجهات العسكرية المحتملة في المستقبل». وفي هذا السياق قال ديبلوماسيون ومحللون ان السعودية يساورها القلق من أن تفقد حلفاءها في مواجهة إيران، خصمها الاقليمي، أكثر من قلقها من احتمال امتداد الاضطرابات التي تشهدها تونس ومصر إلى المملكة. وأكد المحللون أن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، بإمكانها أن تنفق الكثير من الأموال لتخفيف أي توتر اجتماعي ناتج عن البطالة التي تصل نسبتها في المملكة إلى 10٪ وللحيلولة دون وقوع اضطرابات. وقال سايمون هندرسون المراقب للشؤون السعودية في واشنطن ان السعوديين يشعرون بأن الولاياتالمتحدة أخطأت عندما بدا أنها تخلت عن مبارك على نحو أسهل مما ينبغي». مخاوف من الفراغ وقال المحلّل السياسي السعودي طراد العامري «سيحدث فراغ، كانت مصر عنصرا بالغ الأهمية في استقرار الشرق الأوسط، وستضطر السعودية إلى تحمّل العبء إذا حدث فراغ أو عدم استقرار في الجانب السياسي». ويقول محللون ان مصر التي تهزها احتجاجات مناهضة لمبارك منذ 16 يوما ستركز على أزمتها الداخلية على أي الاحوال ولن يتسع لها المجال لتعزيز جهود السعودية في مواجهة النفوذ الايراني. وأوضح ديبلوماسيون أن الرياض تخشى أيضا أن يؤدي أي فراغ ديبلوماسي ناتج عن انشغال مصر إلى إفساح المجال لدول مثل تركيا وقطر اللتين تسعيان إلى دور اقليمي أكبر وتربطهما علاقات طيبة بايران. وقال ديبلوماسي يعمل في الخليج «ربما يتضاءل النفوذ السعودي بينما تضطلع دول أخرى مثل قطر وتركيا اللتين لا تريدان أن تفرض عزلة على ايران بدور أكبر».