التقارير الصحفية التي كشفت أمس الأول مخطط حكومة الاحتلال الاسرائيلي والذي يهدف الى استصدار «قانون» ينص على أن القدس (المحتلة) هي عاصمة «الشعب اليهودي»، ليس سوى حلقة ضمن سلسلة من القرارات والاجراءات التي دأبت على توخّيها اسرائيل بحق فلسطين... كامل فلسطين... وهي كذلك حلقة جديدة من حلقات المؤامرة التي قدّتها «اسرائيل» منذ نشوئها بقرار أممي لم يُستصدر قرار بإنشاء دولة أو كيان قبل أن تفعله مع اسرائيل... هذا هو الوجه الحقيقي لإسرائيل، كيان توسّعي واستيطاني، ينتهج الاحتلال سبيلا للوجود... لكن رغم الحيف الذي يحمله أي «قرار» من هذه «القرارات» الاسرائيلية، فإن المجتمع الدولي يظلّ صامتا، ملفوفا بالسلبية والعجز تجاه اسرائيل... كما أن القوى العظمى الفاعلة في الحياة الدولية تجدها حريصة على توخّي سياسة المكيالين والوزنين، بحيث تفوّق «اسرائيل» بأن تتغاظى عن ترسانتها النووية المرعبة، وتغضّ الطرف عن كمّ السلاح الاستراتيجي الذي تملكه اسرائيل، وتدير المجموعة الدولية نفسها، الظهر الى مجالات التعاون العسكري الأمريكي مع الكيان الصهيوني، دون ان يعني لها التوازن الاستراتيجي الذي تحتاجه المنطقة، شيئا يُذكر... اسرائيل ووفق المعلومات التي سرّبتها صحف ووسائل اعلام «اسرائيلية» وغربية سوف تتمدد استيطانا عن طريق مشروع مدّ سكّة حديد من وسط كيان الاحتلال الى عمق الضفة الغربية، مع اشارة من صحيفة «معاريف» العبرية ان القانون الأساسي الاسرائيلي الذي يصف القدس ادعاء انها عاصمة الكيان الصهيوني لم يعد كافيا بحيث جاءت المطالبة بتغييره لكي تصبح القدس (المحتلة) عاصمة كل اليهود! يحدث هذا دون أن يثير مجرّد حفيظة أعضاء الأممالمتحدة من الدول والمنظمات على اعتبار ان هذه المعطيات تقفز على القرارات الأممية ذات الصلة والتي تسمّي الاحتلال الاسرائيلي احتلالا... لقد بلغ «السيل الزبى» ولم يعد للمجموعة الدولية من عذر يذكر بخصوص هذه التجاوزات والجرائم الاسرائيلية... هذا كيان استعماري واستيطاني توسعي وهذه الصفات ليست تجنّيا أو هراء، بقدر ما هي حقائق مثبتة، إن في مستوى النظرية أو الواقع...