في دردشة سريعة مع رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم علي الحفصي صرح ل«الشروق» أن المكتب الجامعي وفي فترة لم تتجاوز خمسة أشهر حصد الكثير من الدعم من الفيفا وذلك على أكثر من مستوى ماديا كان أو معنويا كما أنه (أي المكتب الجامعي) استطاع في هذه الفترة القصيرة أن يفعّل عملية إنجاز دار الحكم ويضاعف منح الحكام من أجل أن يكون هذا القطاع فاعلا بالشكل الذي يرنو اليه الرياضيون ويجسّد ما جاء في البيان الانتخابي قبل دخول الجلسة العامة الانتخابية ليوم 5 ماي المنقضي فضلا عن فض عديد الاشكالات بين الاندية المتنازعة وذلك بشكل ودي في انتظار أن ترى ودادية رؤساء الاندية النور لتقرّب وجهات النظر وتساهم في إنجاح المشهد الكروي... وأضاف الحفصي: «... دون استنقاص من حجم أي طرف أو أي هيكل... عقدنا الاجتماعات والجلسات من أجل خدمة كرتنا التونسية وتطويرها في هذه الفترة التي لم تتجاوز الخمسة أشهر وذلك بشكل كبير قد يتجاوز عدد الاجتماعات التي عقدت في موسمين اثنين فضلا عن عدد الساعات التي تتضاعف ثلاث مرات تقريبا على حساب كل شيء ومن أجل المساهمة في خدمة القطاع الذي تطوّعنا لخدمته من منطلق غيرتنا على الرياضة التونسية ككل وكرة القدم بصفة خاصة ونحن ندرك أن هذا المكتب الجامعي أو غيره من المكاتب الجامعية الاخرى السابقة واللاحقة أيضا لن يستطيع أن يكتب له النجاح والاشعاع إلا إذا حقق المنتخب الوطني النتائج التي يصبو اليها كل التونسيين وبذلك يبقى نجاح المكتب الجامعي رهين نجاح المنتخب حتى وإن عرف وأدرك كل شخص له صلة بكرة القدم أن المعادلة صعبة والرواسب متراكمة والتشبيب عسير بالشكل العميق والجذري وخاصة في ظل تراجع مستوى ومردود اللاعبين وذلك انطلاقا من الاندية... لتبدو المرحلة وكأنها ليست يسيرة في ظل الالحاح المستمر على تجسيد الآمال والطموحات التي قد يكون أسعد التونسيين عند تحقيقها هم أعضاء المكتب الجامعي... وبالتالي فإن كل الاعمال والحركات وحتى الانجازات والمكاسب تحتجب أمام الانظار في صورة فشل المنتخب لا قدّر الله والحال أن المكتب الجامعي وفّر كل ممهدات النجاح والسبل التي تجعل هذا المنتخب في طريق سريعة أمام هذا النجاح الذي نريده جميعا. «ينوّرونا... ويتدلّلوا»... من جهة أخرى لم يتردد الحفصي في التأكيد أن التأهل لنهائيات كأس افريقيا للامم 2012... سيكون مضمونا (إن شاء الله) باعتبار أن الظروف وإن حالت دون تحقيق الانتصار أمام بوتسوانا بملعب رادس والخضوع في المقابل الى هزيمة مرّة مرارة العلقم قبل العودة بالفوز من التشاد ثم التفريط في نقاط الانتصار في لقاء المالاوي فإنه لم يبق أمام الفريق الوطني الذي يجد الدعم والمساندة من أعلى هرم في السلطة وكذلك وبإذن منه من قبل سلطة الاشراف أيضا ومن جامعة كرة القدم وكل الهياكل التي لها صلة بكرة القدم في البلاد... (لم يبق له) أي المنتخب غير تسجيل الاستفاقة وإعلان الصحوة التي تليق به كمنتخب سبق له الفوز بتاج افريقيا وشارك في المونديال في أربع مناسبات ومما لا شك فيه أن المكتب الجامعي كان وسيبقى وسيظل الى جانبه و وما على المنتخب إلا أن «ينوّرنا» على حد تأكيد علي الحفصي و«يدلّل»... مبرزا بالحرف الواحد: «ثقتي في كل عناصر المنتخب كبيرة في الرجوع بنقاط الفوز من الطوغو وأيضا من بوتسوانا وبدرجة أقل وبنوع من «التشاؤم» العودة بأربع نقاط (أي فوز وتعادل من هذين اللقاءين) اللذين يعتبران المفتاح الحقيقي للتأهل «للعرس» الافريقي 2012 وبعدها ستنفرج أكثر ويقف الفريق الوطني على السكة الصحيحة بعد انتكاسة الموزمبيق في نوفمبر 2009 ثم خيبة المشاركة في كأس افريقيا للأمم بأنغولا في الاسابيع الاولى لسنة 2010 والتي خلقت فجوة كبيرة وعميقة بينه وبين الجمهور الذي وبقدر ما له الحق في المطالبة بالنتائج الباهرة التي تتماشى وحجم تونس عليه أيضا وحسب الواجب الوطني أن يكون خير مساند للمنتخب في ظل تطور المنتخبات الافريقية الاخرى التي كان يسعدها مجرد زيارة بلادنا وخوض لقاء ودي مع فريقنا الوطني دون البحث عن التعادل الذي كان صعبا كثيرا عليها وكان لهثها فقط على الرجوع بنتائج أخف الاضرار أي الهزائم الخفيفة... وذلك في سنوات سابقة... أما اليوم فقد تغيرت المعطيات وتطوّرت تلك المنتخبات حتى وإن مازالت في أذهاننا «صغيرة» رغم احترامنا لها...». الفيفا الى جانب تونس... وحول لقائه الاخير مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، جوزاف بلاتار قال الحفصي: «أولا وأخيرا لابد من الاشارة الى أن «بلاتار» نفسه تساءل عن تراجع نتائج المنتخب في ظل ما شهدته تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي من تطور كبير على كل المستويات والواجهات وفي مختلف القطاعات حتى أصبحت بلادنا درة في الحوض المتوسطي يُضرب بها المثل نتيجة للسياسة الرشيدة والحكيمة لسيادته مؤكدا أن التراجع الكروي هذا قد تلحقه قفزة نوعية هامة حيث قالها بالحرف الواحد: «Reculer pour mieux sauter» وذلك نتيجة للتجهيزات التي شهدتها تونس وكأنه يشير الى ما قاله الإمام علي كرّم الله وجهه حين أكد: «اصبر قليلا فبعد العسر تيسير... وكل أمر له وقت وتدبير»... كما أن «بلاتار» وبعد الهبات التي تحصلت عليها جامعتنا خلال فترة نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا في جوان 2010 والتي تعتبر هامة أضاف هبة جديدة تتجاوز (200) ألف دينار فضلا عن تأكيده لدعم ملف ترشح تونس لنهائيات كأس العالم سواء لصنف (17) سنة أو ل(20) سنة مبرزا أن نجاحات تونس في تنظيم مثل هذه التظاهرات العالمية الكبرى مضمون ومشهود به وتميز التونسيين في حسن استقبال ضيوفهم معروف ولذلك فإنه لن يتردد في المساندة وحتى التأكيد على أن احدى هاتين التظاهرتين ستكون في بلادنا... وما علينا إلا الاستعداد لذلك والتشمير عن السواعد للفوز بهذا المكسب الذي يعزز حظوظ وإشعاع تونس أكثر وعلينا أيضا دعم ذلك كرويا انطلاقا من عمل الشبان في الاندية التي تبقى هي المموّن الحقيقي للمنتخبات فضلا عن اختيار بعض العناصر القادرة على تقديم الاضافة من أبنائنا التونسيين الناشطين في البطولات الاخرى عربية كانت أو أوروبية». نجاح المنتخب جهد مشترك... وفي آخر هذه الدردشة التي اعتقدنا أنها كذلك في البداية قبل أن تصبح «حوارا» أكد علي الحفصي أن أصابع الاتهام بعضهم موجهة للمكتب الجامعي الذي لا ذنب له في أي شيء والذي في المقابل وبقدر ما يقبل النقد البناء الذي منه يمكن بروز النور لكرتنا التونسية انطلاقا من مردود المنتخب الوطني فإنه يؤكد في المقابل أن المسألة تعتبر جهدا مشتركا بين مختلف الاطراف للمساهمة في إعادة الاعتبار والاشعاع للفريق الوطني الذي ليس من مشمولات الجامعة فقط بقدر ما يهم كل التونسيين سواء في الاندية أو في قطاع الاعلام أو غيره حتى لا يتحمّل المكتب الجامعي بمفرده النتائج السلبية ويركب الباقون صهوات النجاح عندما تتحقق...