مرة أخرى تجد الفرق التونسية المخرج في إقالة المدربين في محاولة أخيرة لانقاذ ما يمكن إنقاذه فالضحية التقليدية دائما جاهزة وهي المدرب... بالامس القريب عندما ساهم العتيري في بقاء فريقه بالقسم الاول رفع على الاعناق ومنح صفة المنقذ أما الآن عندما تعطلت النتائج لأن جميع الملاحظين يشهدون بأن الأمل يقدم كرة جميلة أصبح المدرب هو السبب ليخرج من الباب الصغير... «الشروق» استضافت العتيري في ركن على كرسي الاعتراف للحديث عن حيثيات ما حصل: في البداية لنسمّي الأشياء بمسمياتها فهل القطيعة التي حصلت، تدخل تحت عنوان الاقالة أم الاستقالة أم الطلاق بالتراضي؟ أنا لست بارعا في حبك المسرحيات وكتابة السيناريوهات المضحكة والحقيقة أن ما حصل هو «إقالة»، حيث رأت الهيئة المديرة أنه من الصالح الاستغناء عن خدماتي ولا يتعلق الامر بطلاق بالتراضي كما روّج له البعض، فهذا قرار إدارة النادي وأنا ملتزم باحترامه. الى أي مدى تتحمّل أنت مسؤولية تردّي النتائج، حتى تكون الضحية؟ مسؤوليتي لا تتعدى حدود الربع، فالنتائج المتعثرة يتحمّل مسؤوليتها الجميع، المدرب ورئيس الجمعية واللاعبون... أنا أتحدث عن نفسي فقط فالجميع يعلم حجم العمل الذي قمت به في صلب الفريق والدليل النقلة النوعية التي حصلت في الاداء في نهاية الموسم الماضي وبداية هذا الموسم لكن الآن لا أدري ما الذي تغير، فقد أقدمت على تحمّل المسؤولية في ظرف عصيب من الموسم الماضي ونجحنا بتضافر الجهود في ضمان بقاء الفريق لكن هذا الموسم هناك أمور كثيرة تغيرت. ما الذي تغيّر مقارنة بالموسم الماضي؟ الهيئة الجديدة لا تملك خبرة كبيرة في التسيير لذلك حصل هذا الانشقاق عند أول اختبار صعب، كما أن هناك بعض التداخل في الادوار، فعندما يتحكم لاعب في مصير فريق كامل فهذا أمر خطير يجب التوقف عنده، فهناك لاعب في الأمل يعتبر نفسه أكبر من النادي ويريد أن يلعب أساسيا بالرغم من أنه غير جاهز، أضف الى ذلك أن الانتدابات التي قامت بها الادارة، وصفت بالقيّمة على الورق فقط لأن حقيقة الميدان مختلفة فأغلبهم غير جاهزين للعب بدنيا وذهنيا على غرار رضوان الجوهري، في المقابل هناك من يريد التضحية بأسماء الخبرة التي تعطي بلا حساب مثل أيمن ناجي وبلال بشوش ثم إن الادارة الحالية لم تمنحني فرصة كاملة حتى تحكم عليّ بمثل هذه الطريقة. هل تتوقع تغيّرا في أحوال الأمل بعد رحيلك؟ أولا أتقبّل قرار الاقالة بكل روح رياضية ولن أبالغ في «البكاء» وأقول أنني مظلوم بل أتمنى النجاح لفريقي مستقبلا لكن على بعض اللاعبين أن يعلموا جيدا أن الاماكن لا تهدى بل تفتك بالجهد والبذل والأمل يبقى دائما أكبر من أي شخص كان.